تحولات الصراع: قراءة في تغيير إيران لاستراتيجيات الرد على إسرائيل” بقلم رئيسة التحرير إنفينيتي نيوز  وفاء فواز

في عالمٍ متقلبٍ حيث تتشابك المصالح وتتداخل السياسات، تبقى لغة القوة إحدى الأدوات الرئيسية في رسم ملامح العلاقات الدولية. ومع ذلك، فإن التحولات في الاستراتيجيات قد تعكس أحيانًا تغيرًا أعمق في الفكر السياسي والأمني للدول. في هذا السياق، يشهد المشهد الإقليمي تطورًا لافتًا مع تغيير إيران لهجتها تجاه إسرائيل، معلنة أن الرد على التهديدات قد لا يكون بالصواريخ كما كان الحال في السابق. هذا التحول يثير تساؤلات حول الأسباب والدوافع الكامنة وراءه، ويشير إلى مرحلة جديدة من التعاطي مع النزاعات قد تتجاوز الأساليب التقليدية إلى مسارات أكثر تعقيدًا ومرونة.
لكن تغيّر لهجة إيران في مسألة الرد على إسرائيل… قد لا يكون بالصواريخ إلى ان يحصل تحول محتمل في استراتيجيتها تجاه إسرائيل، حيث يمكن أن تتخذ الردود على أي استفزازات أو تهديدات إسرائيلية مسارًا مختلفًا عن النمط التقليدي المعتمد على القوة العسكرية والصواريخ.

في السياق الحالي، تعتبر الصواريخ إحدى الأدوات الرئيسية في ترسانة إيران وحلفائها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة. على مدى سنوات، كانت هذه الصواريخ تمثل وسيلة ضغط فعّالة ضد إسرائيل، سواء كوسيلة للردع أو كأداة للرد على الهجمات. لكن تغيّر اللهجة الإيرانية يشير إلى احتمال اعتماد تكتيكات جديدة ومختلفة قد لا تعتمد فقط على القوة الصاروخية.

هذا التغيير قد يعكس تطورًا في التفكير الاستراتيجي الإيراني، مستندًا إلى عدة عوامل. أولاً، هناك الضغوط الاقتصادية والسياسية المتزايدة على إيران، والتي قد تجعل من الصعب الاستمرار في سياسة المواجهة المباشرة عبر القوة العسكرية. ثانيًا، التحولات الإقليمية والدولية، بما في ذلك التقارب المتزايد بين بعض الدول العربية وإسرائيل، قد تجبر إيران على إعادة تقييم خياراتها.

بدلاً من ذلك، قد تركز إيران على أساليب أخرى مثل الحرب السيبرانية، أو تكثيف الجهود الدبلوماسية والدعائية، أو دعم حلفائها في المنطقة بطرق غير مباشرة. هذا التغيير قد يكون أيضًا جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تجنب مواجهة عسكرية شاملة قد تكون مكلفة ومؤلمة لجميع الأطراف.

على الرغم من ذلك، يبقى احتمال استخدام الصواريخ قائماً في حال حدوث تصعيد كبير، حيث تحتفظ إيران بهذه القدرة كورقة ضغط قوية. لكن الرسالة الأهم من تغيير اللهجة هي أن إيران قد تسعى إلى استكشاف وسائل أخرى للرد على إسرائيل، مما قد يغير من طبيعة الصراع والتوازنات في المنطقة. فهل ايران تتجه إلى استراتيجية شبيهه باغتيال فيلق القدس قاسم سليماني أم أن عدم الرد هو رد والدليل الاضطراب الاسرائيلي داخلي؟

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version