مقالات

“حزب الله” يردّ على دخول الجيش إلى حوش السيد علي: ” عملاء صهاينة”!

“حزب الله” يردّ على دخول الجيش إلى حوش السيد علي: ” عملاء صهاينة”!

كتبت صحيفة “نداء الوطن”: مشهدٌ “سوريالي”، لا يخلو من مفارقات، لعل أبرزها قلة الوفاء للجيش اللبناني، ومهاجمته إلى درجة اتهامه بـ “العمالة لإسرائيل”.
هذا ما حصل أمس مع قوة من الجيش اللبناني التي دخلت إلى الجزء اللبناني من بلدة حوش السيد علي، فلم يتوانَ “حزب الله”، المتستِّر بالعشائر والأهالي، عن الهتاف ضد الجيش، واتهام ضباط القوة وعناصرها بأنهم “عملاء”!
والواضح أن “فائض القوة”، وهو آخر ما يملكه “حزب الله”، يستخدمه هذه المرة ضد الجيش اللبناني الذي تعاطى مع الاستفزاز بكثير من الروية والهدوء، وكان بإمكانه أن يوقف مَن رشقوه بهتافات التخوين. وفي هذا السياق، سألت مصادر مراقِبة: هل ستتم ملاحقة مَن خونوا الجيش أمام القضاء العسكري؟ وفي حال لم يحدث هذا الأمر، كيف سيتصرف الجيش في المنطقة التي انتشر فيها، في بيئة يبدو أنها معادية لانتشاره؟ واستطراداً، هل سيُثار هذا الاستفزاز على طاولة مجلس الوزراء اليوم في حضور وزراء محسوبين على “حزب الله”؟ وأكثر من ذلك، هل سيتم الاتصال بقيادة “حزب الله” للاستفسار منها حول خلفية ما حدث؟
تدابير أمنيَّة
في المقابل، أصدر الجيش اللبناني بياناً لم يتطرق فيه إلى الإشكال الذي حصل بل قال إنه “في ظل الأحداث التي شهدتها منطقة الحدود اللبنانية السورية، وبعد التنسيق بين السلطات اللبنانية والسورية بغية الحؤول دون تدهور الأوضاع على الحدود، بدأت الوحدات العسكرية المنتشرة تنفيذ تدابير أمنية في منطقة حوش السيد علي – الهرمل، بما في ذلك تسيير دوريات، لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية”.
الجيش السوري: لا انتشار داخل البلدة
ومساءً، نقلت وكالة “سانا” السورية عن العقيد عبد المنعم ضاهر، قائد اللواء الأول في الفرقة 52 في الجيش السوري أنه “جرى تواصل وتنسيق بين ضابط الارتباط في الوزارة مع نظيره في الجيش اللبناني، تم خلاله الاتفاق على انسحاب وحدات الجيشين السوري واللبناني من أراضي قرية “حوش السيد علي” وضمان عودة المدنيين إليها من دون أي وجود عسكري داخلها، حيث يتمركز الجانبان على أطراف البلدة.
وما شهدته بلدة حوش السيد علي أثبت بالمعطيات والوقائع التي لا يرقى إليه الشك، أن “حزب الله” كان يستخدمها كقاعدة انطلاق لعملياته، وهذا ما يفسر وجود مستودعات الذخيرة والراجمات والأسلحة الحديثة فيها، وقد عمد الجيش السوري إلى نقلها إلى الداخل السوري، وبعد دخول الجيش اللبناني عمد إلى تفكيك ما تبقى من أسلحة.
عون يتابع وهيكل الأوضاع شرقاً
التطورات الأمنية عند الحدود الشمالية – الشرقية، تابعها رئيس الجمهورية جوزاف عون وهو تلقى أمس سلسلة اتصالات من قائد الجيش العماد رودولف هيكل أطلعه فيها على الإجراءات التي يتخذها الجيش لإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة. وشدّد الرئيس عون على “ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ووقف الاعتداءات وضبط الحدود على القرى المتاخمة”.
وزير الخارجية: “حزب الله” يتنصّل
وفي سلسلة مواقف متقدمة، أعلن وزير الخارجية يوسف رجّي، أن “لبنان سيعيد النظر بالاتفاقيات والمعاهدات التي فرضت على لبنان في عهد النظام السوري السابق”.
رجّي وفي لقاء مع الرابطة المارونية، تحدث عن الجهود الدبلوماسية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي مشيراً إلى أن هدف لبنان هو العودة إلى اتفاقية الهدنة عام 1949، ومؤكداً أن الحل الوحيد هو الضغط الدولي ولا سيما من قبل الولايات المتحدة الأميركية.
رجي جدد القول إن “الشروط واضحة وهي تنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته ووقف العمليات العسكرية وهي شروط قاسية تسبب بها الفريق الذي خاض الحرب وتأخر قبل أن يسلّم بضرورة وقف إطلاق النار. كما أكد رجّي أن نص الاتفاق واضح ويحدد المجموعات المسموح لها حمل السلاح، لكن “حزب الله” يتنصّل منه.
التعيينات نضجت… لم تنضج
على خط التعيينات، ما نضج منها هو تعيين العميد محمود قبرصلي رئيساً لشعبة المعلومات خلفاً للعميد خالد حمود، أما على صعيد التشكيلات القضائية، فإن بعضها شبه محسوم فيما البعض الآخر ما زال غير ناضج وقيد الدرس، وفي مقدمها المدعي العام المالي الذي سيخلف القاضي علي ابراهيم، ومنصب رئيس التفتيش القضائي الذي يبدو أن مَن سيتولاه قد حُسِم.
وعشية جلسة مجلس الوزراء، أكد رئيس الحكومة نواف سلام، أن حكومته بدأت العمل على جملة ملفات، سياسية واقتصادية واجتماعية، معتبراً أنه “لا بد لقطار الدولة أن ينطلق على أكثر من مستوى أو مسار، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وفي العاصمة بيروت”، وذلك خلال سلسلة لقاءات عقدها في السراي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce