تبحث وزارة الدفاع الإسرائيلية إلغاء مشروع منطاد المراقبة الأكبر في العالم، بعد أن أصابته مسيّرة أطلقتها ميليشيا “حزب الله” اللبنانية، في وقت سابق، حسب ما أفادت صحيفة “يسرائيل هايوم” العبرية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد كشف النقاب عن منطاد المراقبة الذي يحمل الاسم العبري “طال هشمايم ” ندى السماء، منذ عام 2021، وبعد مشكلات كثيرة أدت إلى إيقافه، أعاد إطلاقه في يناير/ كانون الثاني الماضي، في ظل التصعيد مع ميليشيا “حزب الله”.
مشروع منطاد المراقبة الأكبر من نوعه في العالم، ويبلغ طوله 117 مترًا، كان بغرض الرصد والتجسس على نشاطات ميليشيا “حزب الله”، وتوفير قدرات متزايدة على الإنذار المبكر، ورصد المسيرات التي باتت خطرًا يؤرق إسرائيل.
ولكن تقرير الصحيفة العبرية، الأربعاء، أكد أنه في أعقاب نجاح ميليشيا “حزب الله” في إصابة المنطاد، يبحث الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع إلغاء المشروع، وكذلك غلق الوحدة التشغيلية المكلفة بإدارته.
مشروع منطاد “طال هشمايم” واجه مشكلات أخرى، عدا عن إصابته من قبل ميليشيا “حزب الله”؛ إذ أشارت الصحيفة إلى أنه كان قد تضرر جراء الطقس السيئ خلال تجربته قبل الحرب.
وعوّلت إسرائيل على هذا المنطاد لمنحها قدرات متكاملة مع وسائل الرصد الأخرى التي يملكها سلاح الجو والدفاع الجوي، للرصد والإنذار المبكر.
تطوير المشروع جاء بالتعاون بين إدارة “حوما” التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية (MDA)، ويحمل رادارًا متطورًا يعود لشركة “إلتا” الإسرائيلية التابعة لمؤسسة الصناعات الجوية، وبدأت تجربته فعلًا منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.
وكان وزير الدفاع في حينه، بيني غانتس، الذي ظهر هذا المنطاد إبان توليه منصبه، قد عدّ المشروع “إضافة جديدة لطبقات الدفاع التي بنتها إسرائيل مقابل التهديدات الجوية البعيدة والقريبة التي طورها أعداء إسرائيل” على حد قوله وقتها.
وفي مارس/ آذار 2022، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه دشن وحدة عسكرية خاصة لتشغيل المشروع وإداراته، حملت الاسم ذاته، وورد في بيانه، أن المنطاد سيحلق على ارتفاعات شاهقة، ويوفر قدرات على الرصد وكشف الأهداف المعادية بعيدة المدى.
ولكن في شهر مايو/ أيار 2023 تبين أن المنطاد لم يصمد أمام الأحوال الجوية السيئة، وأنه خرج من الخدمة، إلى أن عاد مجددًا إلى السماء في يناير/ كانون الثاني 2024 في ظل الحرب.
وأجرى وزير الدفاع الحالي يوآف غالانت زيارة تفقدية لقاعدة إطلاق المنطاد في فبراير/ شباط هذا العام، وتحدث عن قدراته الكبيرة في رصد الأهداف الجوية المعادية.
وفي 16 مايو/ أيار 2024 نجحت ميليشيا “حزب الله” في إصابة المنطاد عبر مسيرة أطلقتها من جنوبي لبنان، على حين كان يقبع على الأرض شمالي إسرائيل.
صحيفة “يسرائيل هايوم” نقلت بيانًا صادرًا عن مكتب الناطق العسكري ووزارة الدفاع بشأن المشروع الذي تكلف ملايين الدولارات.
وورد في البيان أن مستقبل المشروع قيد الدراسة في هذه الأيام، وسوف يصدر القرار النهائي بموجب المتغيرات واستخلاص دروس الحرب.