يهدد عنف  عصابات المخدرات بجلب الفوضى إلى أوروبا الغربية، وزعزعة الاستقرار في مجتمعاتها، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

ويعتبر الاتحاد الأوروبي، الآن، أن الجريمة المنظمة تُشكل تهديدًا للمجتمعات الأوروبية على قدم المساواة مع الإرهاب.

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن الجريمة المنظمة كانت تُعد تهديدًا بعيدًا في معظم أنحاء أوروبا الغربية، فإن “العنف الوحشي” الذي تمارسه العصابات الإجرامية أصبح، الآن، يقوض السلم المجتمعي في بعض المجتمعات الأكثر أمانًا في العالم.

عصابات الشوارع

وبحسب الصحيفة، تشهد السويد، الآن، أعلى معدل لجرائم القتل بالأسلحة النارية في أوروبا، بينما تحاول قوات الشرطة بمساعدة الجيش مكافحة عصابات الشوارع.

وفي الدنمارك، أغلق سكان بلدة كريستيانيا سوق القنب الشهير في الهواء الطلق بعد سيطرة العصابات العنيفة عليه.

وفي بلجيكا، بدأت قوات الأمن المسلحة في حراسة شاحنات الجمارك التي تحمل الكوكايين الذي يتم ضبطه على الحدود، لمنع المجرمين من سرقته.

قلق في هولندا

وفي هولندا، التي قالت الصحيفة إنها اشتهرت منذ فترة طويلة بموقفها المتسامح تجاه “المخدرات الترفيهية”، ظهر أحد أكثر الأدلة المثيرة للقلق حول ما جلبته تجارة المخدرات في القرن الحادي والعشرين على المجتمعات الأوروبية المسالمة منذ فترة طويلة.

وأضافت الصحيفة أن زعيم المخدرات الهولندي رضوان تاغي، على سبيل المثال، يعد خطيرًا للغاية لدرجة أنه تمت محاكمته في مستودع تحول إلى ملجأ في أمستردام، تحت حراسة مئات من القوات الخاصة الملثمة وطائرات دون طيار تحلق في سماء المنطقة لمنعه من الهروب من السجن.

وعندما حكم عليه القضاة بأنه مذنب بالتورط في 5 جرائم قتل ومحاولتي قتل، تم إخفاء وجوههم ولم يتم الكشف عن أسمائهم حفاظًا على حياتهم.

وأظهرت دراسة استقصائية أجريت في العام الماضي أن نصف القضاة والمدعين العامين الهولنديين يشعرون بقدر أقل من الأمان في عملهم؛ بسبب التهديدات أو الترهيب، وأن ما يقرب من ثلثهم غيّروا إجراءات عملهم، بما في ذلك عن طريق استبدال أسمائهم في ملفات القضايا برمز.

وفي السياق، قال النائب الهولندي أوليس إليان عن تاغي، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة: “لقد تمكن تاغي من بث الرعب في أذهان الناس والمسؤولين”.

وأشارت الصحيفة، بحسب تقرير حديث صادر عن يوروبول، ذراع إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي، ووكالة مكافحة المخدرات التابعة للاتحاد الأوروبي، إلى أن العديد من الدول الأوروبية تُعاني مستويات غير مسبوقة من العنف المرتبط بسوق المخدرات، بما في ذلك: القتل، والتعذيب، والاختطاف، والترهيب.

وحدد التقرير 821 شبكة إجرامية خطيرة تنشط في الاتحاد الأوروبي، تضم أكثر من 25 ألف عضو.

Share.
Exit mobile version