وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رسائل مباشرة إلى الدول الغربية حول أهمية “القوقاز” لروسيا، وذلك خلال زيارته التي وصفت من قبل كثيرين بأنها “مهمة” إلى أذربيجان.

وفي صدارة هذه الرسائل بحسب محللين سياسيين، هو أن موسكو لن تسمح للدول الغربية باستغلال “القوقاز” ضدها عبر مخططات تعمل على التسبب في انفلاتات أمنية في دول بالقوقاز، أو زعزعة الاستقرار فيها، لا سيما أن “القوقاز” منطقة معقدة إثنيًّا ودينيًّا.

ومن ضمن الرسائل التي أراد بوتين توصيلها للغرب من أذربيجان، بأنه ذهب في جولات خارجية، على الرغم مما يحدث من تقدم للقوات الأوكرانية في كورسك الروسية، بعدِّه لا يكترث لهذا الأمر والعمل على إظهاره على أنه إشكالية صغيرة، وأن كل شيء يسير حسب رغبة روسيا.

ومن بين الرسائل المتعلقة بالزيارة أيضًا، العمل على مواجهة ما تديره دول غربية مع أرمينيا لدعم الأخيرة في سبيل وضعها في إطار “أوكرانيا” جديدة في وجه روسيا.

وقال مدير مركز “جي.إس.أم” للدراسات والأبحاث آصف ملحم، يوجد رسائل وجهها بوتين للغرب حول أهمية القوقاز، ومواجهة أي محاولات لزعزعة استقرار تلك المنطقة التي تعدُّ الحديقة الخلفية لبلاده، في ظل مشروع غربي يعمل على استهداف آسيا الوسطى التي تعدُّ بمنزلة المحيط الحيوي لروسيا عبر استهداف القوقاز.

وأشار ملحم في تصريحات لـ”إرم نيوز”، إلى أن مشروع الغرب باستهداف القوقاز لا يخفى على أحد، وتتحدث عنه بعض الدول الغربية بصراحة؛ لذلك جاءت زيارة بوتين إلى أذربيجان في الزمان والسياق والظرف الصحيح.

ولفت إلى وجود كثير من الجوانب التي من الممكن التركيز عليها حول زيارة بوتين إلى منطقة القوقاز المعقدة إثنيًّا ودينيًّا، وأنها عقدة وصل لأنابيب الغاز جميعها القادمة من تركمانستان وبحر قزوين عمومًا باتجاه أذربيجان، ثم تركيا وصولًا إلى أوروبا.

وأنها عقدة وصل لوجستية مهمة بالنسبة لروسيا، ومن الممكن أن توصلها إلى الشرق الأوسط، لذلك فإن موسكو معنية مباشرة باستقرار هذه المنطقة، وعدم حدوث أي انفلاتات أمنية فيها.

وأضاف أن زيارة بوتين إلى أذربيجان تحمل رسالة غير مباشرة إلى الغرب الذي تستقوي به أرمينيا التي تتدرب عسكريًّا مع دول غربية.

وبيَّن المحلل السياسي المختص في الشأن الأوكراني، محمد العروقي، بأن زيارة الرئيس الروسي إلى أذربيجان تحمل “كبرياء” بوتين الذي يريد أن يجذب انتباه العالم إليه؛ للتأكيد عبر رسالة إعلامية بأنه لا يكترث لما يدور من التدخل الأوكراني في “كورسك” وإظهارها على أنها إشكالية صغيرة.

وقال العروقي في تصريحات لـ”إرم نيوز” إن روسيا هي وريثة الاتحاد السوفيتي السابق، وبالتالي يريد بوتين ممارسة دور الهيمنة الروسية في مناطق القوقاز، لا سيما عندما حدثت بعض النزاعات في تلك المناطق لتتدخل موسكو في أكثر من مشهد منها أحداث “ناجورنو كاراباخ” بين أرمينيا وأذربيجان

Share.
Exit mobile version