ف.ل.س.ط.ي.ن. صاحبة الملك…ا.س.ر.ا.ئ.ي.ل. المستأجر وعليها ترك الماجور
فلسطين صاحبة الملك…اسرائيل المستأجر وعليها ترك الماجور
كتب مبارك بيضون
لم تزل الحرب الدائرة على أرض غزة في مرحلة الاستعصاء السياسي بين طرفي النزاع غير المتكافئ، إذ إن المفاوضات الجارية برعاية مصرية تراوح مكانها، بسبب تعنت رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، وإصراره على عدم وقف إطلاق النار قبل تحقيق إنجاز واحد يقيه من شر المحاكمات ويدفع عنه وعن حزبه هزيمة نكراء سيتجرعها في الانتخابات المقبلة.
هذا التعنت ظهر مع فشل زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، حيث لم يستطع انتزاع وقف إطلاق نار من اليمين المتطرف الحاكم في دولة الكيان، والذي لم يترك مناسبة إلا ولوح بالعملية العسكرية على رفح، وذلك بهدف القضاء على ما تبقى من قيادات المقاومة وفق زعمهم، وهذا على عكس ما ظهر من قدرة حماس على القيادة والسيطرة على شمال غزة بعد 6 أشهر من العمليات.
وفي خضم هذه المفاوضات تبدلت مواقف بعض الدول الكبرى، حيث منع البرلمان الكندي بيع أسلحة لتل أبيب، وذلك بعد الابادة الجماعية التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في غزة، ناهيك عن المشروع الأمريكي في مجلس الأمن والداعي الى وقف فوري لإطلاق النار على عكس كل المطالبات السابقة بوضع سقوف زمنية لإسرائيل لوقف عدوانها الهمجي على غزة، والذي سقط بالضربة الروسية الأمريكية وبمباركة عربية عبر الجزائر، إذ يعكس مدى التوتر القائم بين الدولتين العظمتين، وهو ما تجلى بالحراك الروسي في أوكرانيا دون تمكن واشنطن من مساعدة حليفتها، إضافة إلى الهجوم الدموي على روسيا، والذي يحمل في طياته رسائل متعددة الأوجه.
وفي هذا الإطار أوضح مصدر مطلع إلى أن “الحل في غزة آت لا محالة، وأن الأمور تتجه للتذليل بعض العقبات التي حالت دون الوصول إلى نتائج إيجابية، أهمها أن إسرائيل تفتش عن مخرج يساعدها على الخروج بصورة المنتصر أمام الشارع الإسرائيلي المنقسم على نفسه، بين المطالب برحيل نتنياهو وحكومته لفشلها بإدارة الحرب، ومؤيد لشن الحرب والدخول الى رفح وتحرير الأسرى لدى حماس”
ويشير المصدر إلى أن الإدارة الأمريكية تقوم باتصالات متعددة الأطراف بهدف ربط النزاع، وذلك مع دول إقليمية ومحورية قد تشارك في الحل سعيًا الى ابقاء اسرائيل تحت المظلة الدولية قبل أن تفقد الشرعية الدولية وينتزع عنها مواصفات ىخر صفات الدولة التي وضعتها جمعية الأمم المتحدة والتي هي عضو فيها”
ووصف المصدر أن “إسرائيل أصبحت على المحك وصورتها في العالم برزت على هيئة وحش كاسر”
وأكد المصدر على أن “حرب اسرائيل على غزة أصبحت تحت عنوان المالك والمستأجر، وهو قانون يبدأ من خلاله الحل، فإسرائيل هي المستأجر والشعب الفلسطيني صاحب الملك، ولذلك على اسرائيل أن تعي بأن عقد الإيجار قد انتهى وعليه ترك المكان في سبيل اعادة رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط”.
وأشار مصدر متابع للدور الإماراتي في المنطقة إلى “بروز دور اماراتي لرسم هذه الخارطة، من خلال انفتاحها على حزب الله، ليشكل إطارًا تمهيدًا لشكل العلاقات في المنطقة فيما لو جاء النصر سريعًا لصالح محور المقاومة، علمًا بأن هذه الزيارة جاءت بالتوافق مع إيران ودفع سوري مباشر من خلال وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، والذي تربطه بالرئيس بشار الأسد علاقة وطيدة”.
ويضيف المصدر ” أن الإمارات سيكون لها دور فعال في صياغة الحل في غزة، حيث برز الدور الاماراتي بايصال المساعدات الى الغزاويين الذين أصبحوا وسيلة ضغط على المقاومة من خلال سياسة التجويع التي انتهجتها تل أبيب، علها تثير الشارع الفلسطيني على المقاومة وقيادتها” ويلفت المصدر إلى إمكانية إرسال وحدات عسكرية إماراتية الى القطاع المحاصر في مرحلة ما بعد العدوان”
في المحصلة، يبدو أن سياسية الاسرائيلي في تجويع غزة هي دليل واضح على فشل المفاوضات حد الساعة، وما دعوات فتح الجبهة الشمالية إلا لرفع سقف التفاوض علّ محور المقاومة يخضع لشروط تل أبيب، لتأخذ في المفاوضات ما لم تأخذه في الميدان.