مقالات

سوريا إلى شرق أوسط الاستقرار والازدهار من البوابة السعودية

سوريا إلى شرق أوسط الاستقرار والازدهار من البوابة السعودية

سوريا، المولعة بالتواريخ والمحطات، يمكن اعتبار أن الرابع عشر من أيار 2025، هو التاريخ الفعلي لسقوط “سوريا الأسد” وقيام “سوريا الشرع”. ومع سقوط “سوريا الأسد” سقطت كل السرديات التي رافقت صعود الرئيس حافظ الأسد ثم نجله المخلوع الرئيس بشار الأسد، وغابت إلى غير رجعة شعارات: “قائدنا إلى الأبد حافظ الأسد” و “جبهة الصمود والتصدي” و “جبهة الرفض العربية” و “لا حرب من دون مصر ولا سلم من دون سوريا”.

من “الحركة التصحيحية” إلى “تصحيح مسار التاريخ” الذي مرَّ على مدى نصف قرن بمرحلة تزويرية قادتها “النسخة الإجرامية” لحزب البعث الذي استولى عليه حافظ الأسد وزوَّر أوراقه وأفكاره التي خطَّها ميشال عفلق، فحوَّله من حزب علماني إلى حزب شعاره الخفي “الأقلية تحكم بشعار الأكثرية”، فحكم بالعشرة في المئة التسعين في المئة، ولم يكن يقبل في أي استفتاء بأقل من 99 في المئة.

حُكمُ سوريا … ولبنان

حكم حافظ الأسد، ثم بشار الأسد، سوريا، على مدى أكثر من نصف قرن، و”حكَم” لبنان، من ضمن هذه الفترة، ثلث قرن، من العام 1976إلى العام 2005، ولم يتوانَ عن القول دائماً: “نحن ولبنان شعب واحد في بلدين”، لكنه لم يعترف يوماً بلبنان، وكان يرفض فتح سفارة في كل من لبنان وسوريا، ويرفض التبادل الدبلوماسي، وأن الحدود بين لبنان وسوريا وضعها “الاستعمار” واتفاقية “سايكس بيكو”.

نجح في أن يكون حليف الاتحاد السوفياتي، من دون أن يُغضِب الولايات المتحدة الأميركية، ولعب دور “الشرطي” للجولان، ولفترة معينة لجنوب لبنان، وهذا ما جعل إسرائيل تتمسك به وتمنع إسقاطه.

معاصرة أربعة أمناء عامين سوفيات وثمانية رؤساء أميركيين

عاصر “نظام الأسد” أربعة أمناء عامين للحزب الشيوعي السوفياتي، من ليونيد بريجنيف إلى يوري أندروبوف إلى قسطنطين تشرنينكو إلى ميخائيل غورباتشيف، وثلاثة رؤساء بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، بوريس يلتسين وبوتين وديمتري مدفيديف.

كما عاصر هذا النظام ثمانية رؤساء جمهورية في الولايات المتحدة الأميركية.

جمع في سوريا كل المنظمات الإرهابية، وكان يقايض دولها “ويبيع ويشتري” وفق الحاجة، احتضن “حزب الله” بالجملة، وباع قادته بالمفرَّق، من عماد مغنيه إلى مصطفى بدر الدين وآخرين، حيث كانت عمليات الاغتيال تتم في مربعات أمنية نادراً ما كان سهلاً الوصول إليها.

الصورة التاريخية ثلاثية زائداً واحداً

أمس، بدأت مرحلة “سوريا الشرع” مع الصورة التاريخية في الرياض والتي تضم الرئيس الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وعلى الهاتف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وهذه المرحلة بدأت برفع العقوبات الأميركية عن سوريا والتي كانت استُهلَّت عام 1979 عندما صنفت الولايات المتحدة الأميركية سوريا كـ “دولة راعية للإرهاب” على خلفية دعمها لبعض الفصائل الفلسطينية، والتدخل السوري في لبنان.

الشرع وافق على المطالب الأميركية

القمة الأميركية – السعودية – السورية – التركية، أبلغ خلالها الرئيس ترامب الشرع أن أمامه فرصة عظيمة لفعل شيء تاريخي في بلاده. وحثّ على ما يلي:

1. التوقيع على اتفاقات أبراهام مع إسرائيل.

2. مطالبة جميع الإرهابيين الأجانب بمغادرة سوريا.

3. ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين.

4. مساعدة الولايات المتحدة على منع عودة تنظيم داعش.

5. تولي مسؤولية مراكز احتجاز داعش في شمال شرق سوريا.

الشرع شكر ترامب وولي العهد وأردوغان على جهودهم في ترتيب الاجتماع، وأكد على الفرصة الكبيرة التي يتيحها انسحاب الإيرانيين من سوريا، وعلى المصالح المشتركة السورية – الأميركية في مكافحة الإرهاب والقضاء على الأسلحة الكيميائية. وأكد الشرع التزامه اتفاقية فصل القوات لعام 1974 مع إسرائيل. وأعرب عن أمله في أن تكون سوريا حلقة وصل حيوية في تسهيل التجارة بين الشرق والغرب، ودعا الشركات الأميركية للاستثمار في قطاعي النفط والغاز السوريين.

هكذا يمكن القول إن سوريا دخلت مرحلة جديدة، لا بل عصراً جديداً، وسقطت كل الرهانات التي سعت إلى زعزعتها، من أحداث الساحل السوري إلى أحداث الجنوب السوري.

اتصال رجّي بالشيباني

وزير الخارجية يوسف رجّي أجرى اتصالاً بنظيره السوري أسعد الشيباني، وهنَّأه بالقرار الأميركي برفع العقوبات عن سوريا.

المصدر: نداء الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce