“عشاء بـ300 ألف دولار”… رحلة فانس السياسية

وقع اختيار المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، على جيه دي فانس سناتور ولاية أوهايو مرشحا لمنصب نائب الرئيس، علما أن الأخير يلقى دعما من كبار رواد صناعة التكنولوجيا في الولايات المتحدة.

كان فانس (39 عاما) قد أمضى قرابة 5 سنوات بمجال صناعة التكنولوجيا في وادي السيليكون، نجح خلالها في إقامة علاقات مع رجال أعمال مهمين بشكل ساهم في صعوده السياسي، حسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.

ويقع وادي السيليكون في خليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، واشتهر بوجود أبرز مطوري الشرائح السليكونية وبه مقار أبرز شركات التكنولوجيا، حتى أصبح مصطلح “وادي السيليكون” مرادفا لأعمال التكنولوجيا المتقدمة.

 

وأوضحت الصحيفة أن فانس سافر إلى سن فرانسيسكو في حزيران الماضي لتنظيم حفل عشاء لجمع التبرعات لصالح ترامب، وحضره 20 من المسؤولين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا والعملات المشفرة، في قصر يملكه دافيد ساكس رجل الأعمال مقدم البودكاست والذي التقى به فانس من خلال رجل الأعمال في مجال التكنولوجيا بيتر ثيل، الذي عمل فانس في إحدى شركات الاستثمار التابعة له في فرانسيسكو عام 2016.

ووفقا لمصادر مطلعة، بلغت تكلفة العشاء 300 ألف دولار للفرد الواحد، وخلاله أجرى ترامب استطلاع رأي غير رسمي حول اختيار نائب الرئيس، وأفاد الحاضرون بضرورة اختيار فانس، رغم وجود مرشح آخر هو حاكم ولاية داكوتا الشمالية دوغ بورجوم.

كانت فترة عمل فانس في مجال التكنولوجيا حاسمة في تكوين علاقات مع كبار المديرين التنفيذيين والمستثمرين المليارديرات، بما في ذلك ثيل وساكس وإيلون ماسك، مالك شركات “إكس”، و”سبيس إكس”، و”تسلا”.

وموّل هؤلاء الرجال طموحات فانس السياسية، ورفعوا مكانته بين المانحين الأثرياء الآخرين وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حتى إنهم ضغطوا على ترامب لاختياره في الانتخابات ليكون نائبا له في حال فاز بالرئاسة.

وقبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، تبرع ثيل بمبلغ 15 مليون دولار لدعم حملة فانس لمجلس الشيوخ، كما تبرع ساكس بمليون دولار للجنة العمل السياسي التي تدعم ترشح فانس.

وقال ناثان ليمر، الرئيس التنفيذي لشركة “فيكسد جير ستراتيجيز”، وهي شركة استشارية في مجال السياسات التكنولوجية، عن فانس: “أثرت خبرته في مجال التكنولوجيا بشكل مطلق على تفكيره. بنى علاقة صداقة مع بعض المؤثرين المهمين الذين انضموا الآن إلى ترامب”.

لكن المثير للتساؤل هو مدى اتفاق فانس مع مصالح وادي السيليكون حال فوزه بمنصب نائب الرئيس، خاصة أنه قد أشاد سابقا بلجنة التجارة الفيدرالية التي رفعت دعوى مكافحة الاحتكار ضد أكبر شركات التكنولوجيا، كما دعا إلى تفكيك شركة “غوغل”.

تخرج في كلية الحقوق جامعة ييل عام 2013، ثم انتقل إلى منطقة خليج سان فرانسيسكو وعمل مديرا تنفيذيا في “سيركيت ثيرابيوتيكس”، وهي شركة تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية يملكها ثيل.

شجع ثيل توظيف فانس في شركة “ميثريل كابيتال”، وهي شركة استثمارية شارك ثيل في تأسيسها.

وانضم فانس إلى الشركة عام 2016 بصفته مديرا، وبعد أشهر غادرها إثر خلاف مع الشريك الإداري للشركة أجاي رويان.

وفي عام 2017، أصبح فانس شريكا في شركة “ريفوليوشن”، وفي عام 2020 أسس شركته الخاصة “ناريا كابيتال”، ولجأ إلى علاقاته التقنية لجمع صندوق بقيمة 120 مليون دولار.

وخلال هذه الفترة، أصبح فانس مهتما بدعم منصات التكنولوجيا التي يفضلها المحافظون، بما في ذلك منصة التواصل الاجتماعي “بارلر”، كما شارك في تأسيس شبكة من كبار المانحين المحافظين مع بعض قادة التكنولوجيا تسمى “روكبريدج”.

أما في تموز 2021، فأعلن ترشحه لمقعد مجلس الشيوخ في ولاية أوهايو، ووافق ثيل على دعمه، ثم تعززت علاقته بترامب الذي اختاره مؤخرا كمرشح لمنصب نائب الرئيس.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version