علم إسرائيلي وصورة كمال جنبلاط… دروز إسرائيل يستفزون بيك المختارة
كتب الاعلامي خليل مرداس في السياسة:
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، عبر الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، عن غضبه ورفضه لرفع صور الزعماء الدروز سلطان باشا الأطرش وكمال جنبلاط خلف نعش جندي إسرائيلي درزي قُتل في غزة، مغطى بالعلم الإسرائيلي.
وألقت هذه الحادثة الضوء على التوترات المعقدة بين الهويات الطائفية والوطنية في المنطقة، وأثارت تساؤلات حول دور الأقليات في الصراعات الإقليمية.
وفي السياق، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لجنازة جندي إسرائيلي درزي قُتل في غزة، حيث ظهرت صور سلطان باشا الأطرش وكمال جنبلاط خلف النعش، ما اعتبره جنبلاط إهانة كبيرة للرموز التاريخية للدروز. عبر منشور على منصة “إكس” ، قال جنبلاط: “إنها أكبر إهانة لسلطان الأطرش ولكمال جنبلاط أن تُرفع صورهم وراء نعش مغطى بالعلم الإسرائيلي لجندي درزي قُتل في غزة. أيًا كانت الظروف، نحن عرب في فلسطين ولبنان وسوريا وسنبقى فوق نظرية الأقليات التي تروج لها الصهيونية وأدواتها المتعددة”.
رمزية الصور
سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي في العشرينات من القرن الماضي، وكمال جنبلاط، الزعيم السياسي اللبناني المعروف بمواقفه الوطنية والقومية، هما شخصيتان تاريخيتان بارزتان تمثلان الكرامة والنضال ضد الاحتلال والاستعمار. رفع صورهما في جنازة جندي إسرائيلي درزي، بغض النظر عن الخلفيات، يثير جدلاً حول المعاني والدلالات المترتبة على هذا الفعل.
الدروز في إسرائيل والنزاعات الإقليمية
الدروز في إسرائيل يشكلون أقلية طائفية ترتبط بمواقف متباينة في سياق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. تاريخياً، كان الدروز جزءًا من النسيج الاجتماعي في فلسطين وسوريا ولبنان، وقد لعبوا أدوارًا هامة في مقاومة الاستعمار وفي الحياة السياسية لتلك البلدان. في إسرائيل، اختار بعض الدروز الخدمة في الجيش الإسرائيلي، وهو خيار يثير انقسامًا داخل المجتمع الدرزي وبين القيادات الدينية والسياسية المختلفة.
التوتر بين الهوية الطائفية والوطنية
تصريحات جنبلاط تسلط الضوء على التوتر بين الهوية الطائفية والوطنية لدى الدروز. فهو يؤكد على أن الدروز في المنطقة هم جزء لا يتجزأ من الهوية العربية وأنهم يجب أن يقفوا ضد محاولات العزل والتفرقة التي تروج لها “الصهيونية وأدواتها المتعددة”. هذا التأكيد يأتي في ظل تعقيدات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تُستخدم الهوية الطائفية أحيانًا كأداة لخلق شقاق بين الفئات المختلفة داخل المجتمع الواحد.
نظرية الأقليات
جنبلاط يشير إلى ما يسميه “نظرية الأقليات” التي يتهم الصهيونية باستخدامها كأداة لتفريق الشعوب في المنطقة. هذه النظرية تسعى، بحسبه، إلى تقسيم المجتمع العربي إلى فئات وطوائف، مما يسهل السيطرة عليها ومنع توحيدها في مواجهة الاحتلال والهيمنة. رفض جنبلاط لهذه النظرية يعكس موقفًا متجذرًا في النضال القومي العربي ضد محاولات التقسيم والتجزئة.
تصريحات وليد جنبلاط تفتح باب النقاش حول الدور الذي يلعبه الدروز في النزاعات الإقليمية وكيفية تعاملهم مع الضغوط السياسية وتلك التي تمارس على الهوية. بينما يدعو جنبلاط إلى التمسك بالهوية العربية والوقوف ضد محاولات التقسيم الطائفي، تبقى قضايا مثل الخدمة في الجيش الإسرائيلي موضع جدل داخل المجتمع الدرزي. هذه الحادثة تذكرنا بأن الصراعات في المنطقة ليست فقط حول الحدود والسياسة، بل تتعلق أيضًا بالهوية والانتماء والثقافة.