إيران والمحور… والمفاوضات على نار حامية
كتب مدير “مركز بيروت للأخبار” مبارك بيضون : وبعد طول انتظار، “بقّت إسرائيل بحصتها”، وردّت على ضربة إيران الانتقامية، بعد “تسونامي” مشاورات ونصائح أميركية لحكومة الكيان المحتل بتحييد كل المواقع الاستراتيجية الدقيقة والحساسة، وهو ما تابعه العالم على أرض الواقع،فاستيقظنا على ضربات “مسرحية” نفّذت بالحرف توجيهاتالإدارة الاميركية التي طابقت القول بالفعل.
وفي هذا الإطار، أفادتنا “مصادر سياسية مطلعة” بأنّ الرد الإسرائيلي على الرد الإيراني رغم أنّه كان حتمياً ومتوقعاً، لكن حجمه كان مدار طرح علامات استفهام، حتى جاء الخبر اليقين، بـ”القليل من المفرقات” التي لم تتناسب أبداً مه هجوم الجمهورية الإسلامية العسكري الأخير، والذي كان شاملاً للعديد من المستوطنات وأكثرية المدن الاستراتيجية إضافة إلى مراكز عسكرية استراتيجية من ثكنات ومطارات وغيرها من المنشآت العسكرية والصناعية للجيش الإسرائيلي، بينما “الرُديدالصهيوني” كان محصوراً وغير متناسب مع المستوى الجغرافي الكبير للمساحة الإيرانية الواسعة.
واعتبر المصدر أنّه من خلال ما نشهده من تطورات ميدانية تعكس مشهداً جديداً للصراع القائم في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما غزّة ولبنان ودول “محور الممانعة” الذين تتقدّمهم إيران، يتبين أنّ إيران أخذت على عاتقها مجريات الأحداث والتطوّرات العسكرية والميدانية، بعدما أساءت “إدارة البيت الأبيض” تقديرأنّ محور المقاومة قد تضعضع بعد الضربات التي زعم “الكيان الصهيوني” أنّه قضى من خلالها على ما يقارب عن 80% من القوة العسكرية للمقاومة، آملة في أنْ يتسبّب اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وعدد من القادة العسكريين في الميدان بالسيطرة بشكل كامل على الميدان، فعمد إلى تعزيز وجوده البري بحوالى 6 ألوية تحت مسميات مختلفة للاجتياح البري، وأطلق عليها اسم “المناورات البرية“، خشية من الفشل الذي أصلاً مني به من خلال محاولاته التقدّم من عدّة جهات إلى قرى وبلدات على الحافة الحدودية كما يقال.
لكن الوقائع الميدانية أثبتت أن جيش العدو لم يستطع تحقيق أي من الإنجازات الميدانية، بالإضافة الى الاشتباكات المباشرة مع المقاومة، وهو ما أكده عدد كبير من المحللين السياسيين والخبراء العسكريين من داخل الكيان، مشيرين إلى أن الميدان استطاع كشف مدى عجز “قوّاتهم الغازية” والقدرة على المواجهة وتحقيق أي هدف على المستوى البري، إضافة إلى الخسائر التي مُنِيَ بها سواء على مستوى تدمير آلياته أو خسائره البشرية، التي باتت وسائل الإعلام العبرية “مُجبرة” تنشر صوراً لجنائز جنودها اليومية، رغم التعتيم الإعلامي المهيمن على مجريات الأحداث.
أما عن صعيد جبهة المواجهة الصاروخية، فما هو ثابت لدىالمحللين العسكريين – وفق المصدر – أن ما حمله الأسبوعانالماضيان وصولاً إلى اليوم، شكّل فقزة نوعية للمقاومة، سواء من خلال التوسّع الجغرافي للضربات أم النوعية المستخدمة التيتشير إلى قوة تدميرية لم تكن متوقعة لا في الماضي ولا حتى فيمخيلة العدو الصهيوني.
وختم المصدر مؤكداً أن الردة الإيراني المرتقب على “الصبيانية الإسرائيلية” مؤكد، لأنه يدخل في سياق تفاوضي بعد التوازن العسكري والمُرجّح أن المواجهة والنقاط تُسجّل خسارة للعدو الإسرائيلي رغم قوته التدميرية والمجازر البشرية، التي صُنّفت في خانة جرائم حرب وإبادة، لاستعمالها أسلحة محرمة دولياً، لكن كل ذلك لا يمنع الإدارة الأميركية من إدراك أنّ إسرائيل باتت عاجزة على الخروج من المأزق الشرق أوسطيون خسائر، لو استمرت على تعنتها، لن يكون أمامها إلا تقديم التنازلات مع إظهار بعض نقاط الانتصار، المتمحورة في مشهد تدميري هائل، لإعطاء شيء من المعنويات للمستوطن الصهيوني في حربها الحالية.
لكن التوازنات الحالية التي أفرزها الميدان بوقائع ودلالات مرئية للعالم بأسره، أكدت أنّ إيران و“محور المقاومة“ يستطيعان الصمود وإنزال الخسائر غير المتوقعة، رغم كل ما فعلته الإدارة الأميركية من دعم غير مسبوق للكيان ، إلا أنّ أحداً ما كان ليتوقع صموداً كالذي نشهده في الميدان، مع الأخذ بعين الاعتبار إعادة القيادة والسيطرة للمقاومة في فترة قصيرة لم تتجاوز الاسبوعين ، وهو ما يُعتبر “وقفة محارب“ ومن ثم العودة الى الميدان.