انتخابات إيران 2024: صراع التيارات السياسية بين التشدد والاعتدال وتأثيره على العلاقات مع أمريكا
بقلم رئيس التحرير وفاء فواز
تستعد إيران لخوض انتخابات رئاسية جديدة في ظل ظروف سياسية واقتصادية معقدة. الانتخابات المقررة لعام 2024 تأتي في وقت حساس يشهد فيه النظام الإيراني تغييرات داخلية وتوترات خارجية، خاصة مع الولايات المتحدة. هذه الانتخابات ستحدد مستقبل السياسة الإيرانية الداخلية والخارجية، وسط تحديات كبيرة.
في المشهد الانتخابي الإيراني، يبرز أربعة مرشحين يمينيين: سعيد جليلي، ومحمد باقر قاليباف، ومصطفى بور محمدي، وعلي رضا زاكاني. يمثل هؤلاء المرشحون التيار المحافظ الذي يسعى لتعزيز السياسات الصارمة تجاه الغرب والاستمرار في التوجهات المحافظة داخلياً. من المتوقع أن يؤدي فوز أحدهم إلى استمرار التوتر مع الولايات المتحدة، مما يعقد محاولات إعادة إحياء الاتفاق النووي. السياسات المتشددة قد تزيد من الضغوط الاقتصادية على إيران، خاصة إذا استمرت العقوبات الأمريكية والدولية.
على الجانب الآخر، يمثل مسعود بزشكيان التيار المعتدل، وهو يسعى لتحسين العلاقات مع الغرب وفتح قنوات الحوار. فوزه قد يكون إشارة إلى توجه إيراني نحو الاعتدال والإصلاح، مما قد يفتح الباب أمام محادثات جديدة حول الاتفاق النووي وتخفيف التوترات الإقليمية. هذا السيناريو قد يحظى بدعم شعبي واسع، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الشعب الإيراني.
أما أمير حسين قاضي زاده هاشمي، فيقدم رؤية تقدمية تركز على العدالة الاجتماعية والإصلاحات الاقتصادية. فوزه قد يعني توجه إيران نحو سياسات اقتصادية أكثر انفتاحاً واهتماماً بالفئات الضعيفة، مع احتمال اتباع نهج أكثر براغماتية في السياسة الخارجية. هذا قد يخفف بعض الضغوط الداخلية، ولكنه قد يواجه مقاومة من الفصائل الأكثر محافظة داخل النظام.
العلاقات بين إيران وأمريكا ستظل محوراً رئيسياً في هذه الانتخابات. إذا فاز أحد المرشحين اليمينيين، فمن المتوقع أن تتبنى إيران سياسة أكثر تشددًا تجاه الولايات المتحدة، مما يعقد محاولات إعادة إحياء الاتفاق النووي ويزيد من التوترات في المنطقة. في المقابل، فوز المرشح المعتدل أو اليساري قد يفتح الباب أمام محاولات جديدة لتحسين العلاقات مع الغرب وتخفيف العقوبات الاقتصادية، مما قد يؤدي إلى استقرار نسبي في الداخل الإيراني.
المشهد الانتخابي يعكس تعقيدات وتحديات كبيرة، حيث يسعى كل تيار إلى تحقيق رؤيته الخاصة لمستقبل البلاد وسط ضغوط داخلية وخارجية متزايدة. التحالفات والتحركات السياسية خلال الفترة الانتخابية ستكون حاسمة في تحديد الاتجاه الذي ستسلكه إيران في المستقبل القريب. الأنظار ستكون متجهة نحو كيفية تفاعل الشعب الإيراني مع هذه الخيارات المختلفة، وما إذا كان سيختار التغيير أو الاستمرار في النهج الحالي.