في ذكرى ١٣ نيسان المؤلمة:
هي الحرب أيها الذين لم تعيشوها يومًا ولم تعرفوها، حيث تتفلّت الشياطين من عقالها وتسرح وتمرح في أرجاء الوطن الجريح، حيث تزهق أرواح الأبرياء باسم وصايا الأنبياء، وتخضّب أزهار الطفولة بالدماء، ويغادر الفرح كل البيوت ليسكنها البلاء.
هي الحرب حيث تدمير معالم الحضارة لمجرد التشويق والإثارة، وتفتيت الوطن بين اقليمٍ وإمارة، تخضع لهذه أو تلك السفارة ..
هي الحرب حيث الشعارات الخادعة بأساليب بارعة، وتقليب الناس على بعضهم بوتيرة متسارعة، ليتحول الشعبُ إلى قبائل متصارعة..
هي الحرب صديقة الموت، حيث تتدفق الجنائز، وتتعدد الأسماء وجميعهم يعودون إلى نفس السماء ..
هي الحرب حيث تقام المتاريس بين الناس والناس، وهم نفس الناس، تقسّمهم قضايا مستوردة لا تعني الوطن بقدر ما تهم المصدّرين، حيث يبدأ باسم الإيمان إطلاق النار بين الكفار والكفار، وشعارٌ يواجه شعار حتى يسقط آخر حجرٍ في الدار ..
هي الحرب حيث تُقفل المدرسة والجامعة وتُفتح مراكز الأحزاب، فتنشط غرف عمليات الميليشيات كما غرف عمليات المستشفيات، والأولى تغذي الثانية.
هي الحرب حيث تتألق الخطب على منابر النفاق لإقناع المواطن الفقير كي يمضي إلى قبره بإرادته، من أجل قضية كاذبة، اخترعها نصّابون، نصّبوا أنفسهم قيادات، وأنت أيها المواطن الفقير، من أنت أمام القضية؟ إنك لست سوى مطيّة، أنت ومعظم الرعيّة.
أيها اللبنانيون اتّعظوا …
حمى الله لبنان من الأشرار والأغبياء!
العميد الركن د. حسن جوني

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version