أنهى الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان زيارة الى لبنان لم تكن متوقعة وسط انشغال عربي وغربي بالحرب على غزة، ووفق المعلومات فهو زار قطر والسعودية قبيل زيارته بيروت، كما كان على تواصل مع المسؤولين الاميركيين والمصريين بهدف التشاور مع الدول المعنية بالأزمة اللبنانية.
لا جديد حمله لودريان على المستوى الرئاسي في عودته الرابعة الى لبنان بعد التشاور مع دول اللقاء الخماسي ليناقشه في لقاءاته مع القيادات السياسية التي عمل السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو على ترتيبها من اجل اعادة احياء الملف الرئاسي وانتخاب رئيس الجمهورية وانهاء الفراغ في أسرع وقت ممكن، سيما وانه كان متيقنا من ان الاجوبة التي نالها على اسئلته التي طرحها على النواب منتصف آب الماضي ما زالت نفسها. وهي كانت وستبقى بما تحدثت عنه الاصلاحات المخرج للبنان من مسلسل ازماته. وان التفاهم في شأنها ورسم خريطة الطريق الى تنفيذها يستلزمان انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية قبل القيام بأي خطوة اخرى. اضافة الى تجديد الدعوة لعدم الانجرار الى الحرب بالتزام القرار 1701، وابعاد لبنان قدر الامكان عن التوتر والتأكيد ان فرنسا ستحاول ايضا لجم الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان.
وزير الخارجية السابق فارس بويز يقول لـ”المركزية”: ان ما انتهت اليه الزيارة المستجدة للوزير لودريان الى لبنان اكدت، حتى قبل وصوله الى بيروت، ان الطبخة الرئاسية في لبنان لم تنضج بعد، بدليل انه عرج على كل من الرياض والدوحة ولم يأت بجديد منهما. وتاليا فإن الزيارتين كانتا نوعا من الاستكشاف لمواقف الفرقاء اللبنانيين من انتخاب رئيس للجمهورية. اما القضية الاساس في جولته الرابعة فكانت التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون الذي سيحال في العاشر من الشهر المقبل الى التقاعد من منطلق التخوف الفرنسي من ان ينسحب الفراغ في المراكز الرئيسية في الدولة اللبنانية على رأس المؤسسة العسكرية، سيما وان لبنان كما المنطقة يعيش ظروفا صعبة بالغة الخطورة تستدعي الحفاظ على الوضعية الراهنة من الاستقرار التي استطاع توفيرها الجيش اللبناني بقيادة العماد عون. الامر الذي يعكس رغبة دول الخماسية في الحفاظ على الستاتيكو الحالي في لبنان ريثما تنتهي حرب غزة ومعرفة ما ستؤول اليه المستجدات العسكرية والسياسية.
الموضوع الثالث الذي تطرقت اليه الزيارة معرفة فرنسا الموقف اللبناني من تطبيق القرار1701بكامل مندرجاته مترافقا من جهة مع التلويح منذ مدة بتعديل هذا القرار ليكون اكثر صرامة وتشددا في عمل القوات الدولية في جنوب لبنان، ومن جهة ثانية بانسحاب إسرائيل من الجزء اللبناني المحتل من شبعا وتلال كفرشوبا والغجر، إضافة الى تسوية النقاط البرية الخلافية على الحدود الجنوبية. وفي اعتقادي ان فرنسا تلعب في الوقت الضائع، وأي من هذه المواضيع الثلاثة التي طرحها لودريان جاهزة للحل راهنا.