أفادت اوساط سياسية “للديار” انه من المؤسف ان تراهن كل قوى سياسية على ارهاق القوى الاخرى وبالتالي عندها تحصل التنازلات فكل فريق سياسي ينتظر ان ييأس الفريق الاخر رغم ان ذلك مستبعد. وقصارى القول ان الجهود المكثفة التي تجري في مسار الاستحقاق الرئاسي والمفاوضات والحوار لا تهدف الى ايجاد حلول لانهاء الشغور الرئاسي بل تنطلق من قاعدة «يا غالب او مغلوب». وهذه الاجواء السياسية السائدة لا تبشر بالخير وتظهر ان المعركة الرئاسية ستأخذ وقتا طويلا نتيجة الكباش السياسي العقيم.

وفي السياق نفسه، يرى مسؤول بارز في المعارضة انه لا يوجد مرشح من بين المرشحين قادر على حسم المعركة اضافة الى ان المعارضة ترى ان تحولات اقليمية ستحصل على غرار دوحة 1 فتحصل دوحة 2 سياسية واقليمية تأتي بالعماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية.

 

 

من جهتها قالت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر ان تفاهم مار مخائيل مع حزب الله ابعد من المحطات السياسية الانية واذا حصل تباين في وجهات النظر ازاء بعض الملفات على غرار الاستحقاق الرئاسي او المشاركة بجلسات حكومة تصريف اعمال وفي السياسة المحلية انما ذلك لا يعني الطلاق بين الوطني الحر وحزب الله. ذلك ان هناك شقين لتفاهم مار مخائيل وهما الشق الاستراتيجي من ناحية الوحدة الوطنية والاستقرار في البلاد وهنا نحن منسجمون مع المقاومة في هذا السياق اما الشق الثاني وهو بناء الدولة فلدينا ملاحظاتنا وبالتالي نعيد النظر في هذا الشق من التفاهم.

وردا على سؤال اذا كان التيار الوطني الحر سيغير موقفه الرافض للمرشح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية شددت المصادر ان هذا الامر محسوم بالنسبة للوطني الحر وهو انه يرفض رفضا قاطعا تأييد رئيس تيار المردة كما انه لن يدخل في اي تسوية تأتي بفرنجية رئيسا للبلاد.

وعن رفض رئيس حزب القوات اللبنانية لقاء النائب جبران باسيل اوضحت المصادر المقربة من التيار الوطني الحر ان باسيل لم يطلب لقاء جعجع بل جل ما يريد هو حصول اللقاء المسيحي في بكركي لتعزيز موقع المسيحيين من الاستحقاق الرئاسي فضلا ان النائب باسيل يبدي انفتاحا على اي طرف يريد الحوار لناحية ان هذا الامر يخفف من التوتر والاحتقان الحاصل في البلاد.

اما عن التقارب الايراني-السعودي واستئناف العلاقات بين البلدين رحبت المصادر المقربة من الوطني الحر بهذا الحدث معتبرة انه سيريح المنطقة وينعكس ايجابا في لبنان. وهنا استعانت هذه المصادر بقول الرئيس السابق ميشال عون: «كلما حبلت برا … بتخلف بلبنان» وعلى هذا الاساس اعربت مصادر الوطني الحر عن تفاؤلها الى عودة العلاقات الجيدة بين الرياض وطهران لما سيأتي من تهدئة على الساحة اللبنانية.

 

 

 أما على صعيد حزب القوات، رأت مصادر القوات ان التقارب بين البلدين يحصل على قواعد احترام سيادة الدول العربية ويكون النفوذ من طبيعة سياسية فقط لا غير وبالتالي العلاقات الجيدة بين طهران والرياض يخدم المنطقة ومنها لبنان. انما في الوقت ذاته لفتت القوات اللبنانية الى انه حصل تقارب في الماضي القريب والبعيد غير انها لم تصل الى اي نتيجة بسبب المشروع الايراني التوسعي.

 وتابعت ان مضمون البيان المشترك للبلدين يربك الفريق الاخر في لبنان لانه شدد على ضرورة الالتزام بمبادئ الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي والمواثيق والاعراف الدولية.

وعن رؤية القوات اللبنانية للانتخابات الرئاسية ازاء التطور السياسي الذي حصل وهو اعلان الثنائي الشيعي ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية اكدت المصادر القواتية للديار ان رؤيتها لم تتبدل وهي ضرورة وصول رئيس قادر على اخراج لبنان من الانهيار. وهذه المرحلة من تاريخ لبنان تستدعي التخلي عن الطرق الكلاسيكية المعروفة انما الانهيار يستدعي رئيسا للجمهورية ورئيس حكومة قادرين على وضع خطط اصلاحية في الداخل وربط علاقات لبنان مع الدول العربية. واعتبرت ان مرحلة 2008 و2016 لا تشبه مرحلة 2023 لان لبنان اليوم يشهد انهيارا اقتصاديا وماليا وكيانيا وبالتالي يحتاج الى رئيس اصلاحي وسيادي. وكشفت المصادر القواتية ان المفاوضات مستمرة في اقناع مكونات المعارضة التي لم تؤيد النائب ميشال معوض كما محاولة الاتفاق بين القوات والمعارضة وميشال معوض على مرشح اخر اذا امكن ان يحصل على 65 صوتا.

اما عن رفض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لقاء رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل فذلك ناتج من انعدام الثقة بين القوات وباسيل بسبب ممارساته خلال السنوات الست الماضية فضلا ان باسيل لا يزال يراهن على علاقة مع حزب الله يستطيع من خلالها الوصول الى مرشح يتمكن من خلاله الى عقد صفقة مع المرشح ومع الحزب بما يؤمن له مطالبه السلطاوية. انما باسيل غير جاد على هذا المستوى لانه لو كان يتعامل بجدية لكان ذهب باتجاه اختيار شخصيات او تقاطع مع المعارضة على اسماء لديها خلفيات اصلاحية. ولكن الحقيقة هي ان النائب جبران باسيل يريد ان يستفيد من اي لقاء في بكركي او في معراب بهدف تحسين شروط مفاوضاته مع حزب الله لا اكثر.

في الوقت ذاته اشارت المصادر القواتية ان هناك تقاطعا يحصل بيننا وبين باسيل بشكل غير مباشر حيث ان القوات ترفض دعم المرشح سليمان فرنجية انطلاقا من منطلقات مبدئية تتعلق بالخط الممانع الذي ينتمي اليه في حين ان ياسيل يرفض فرنجية لانه يريد ان يكون مكانه وليس ارتكازا على تمايز في الرؤية السياسية للبلاد مع رئيس تيار المردة.

 

 

Share.
Leave A Reply

Exit mobile version