رسالة من ترامب الى خامنئي.. هذا مضمونها!
رسالة من ترامب الى خامنئي.. هذا مضمونها!
أكد مصدر في مكتب المرشد الإيراني، لـ «الجريدة»، أن مندوب إيران في الأمم المتحدة تلقى عصر أمس الأول السبت، بتوقيت طهران، رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي، وتم إرسالها إلى طهران عبر البريد الإلكتروني الدبلوماسي.
وكان ترامب قد صرّح، في مقابلة تلفزيونية الخميس الماضي، بأنه بعث الرسالة يوم الأربعاء، إلّا أن إيران نفت تسلُّم أي رسالة في ذلك الوقت.
غير أن خامنئي ألمح مساء أمس الأول إلى وصولها، إذ قال خلال اجتماع مع رؤساء السلطات الثلاث في طهران: «إن إصرار بعض الدول المتغطرسة على المفاوضات ليس لحلّ القضايا، بل للهيمنة وفرض توقعاتها»، مضيفاً: «بالتأكيد لن تقبل جمهورية إيران الإسلامية مطالبهم».
وأفاد المصدر، الذي اطّلع على فحوى الرسالة، «الجريدة»، بأن الرئيس الأميركي عرض على خامنئي مفاوضات مفتوحة حول كل الخلافات بين البلدين، تُجرى على أعلى مستوى، أي بينه وبين خامنئي مباشرة، مبدياً استعداده لوضع العداء القديم بين البلدين جانباً والسعي لفتح صفحة جديدة.
بنود الرسالة:
-مفاوضات مباشرة مع المرشد بشأن كل الملفات الخلافية
-ضمانات قابلة للتحقق حول عدم سعي إيران لسلاح نووي
-وقف طهران تهديداتها لإسرائيل والمصالح الأميركية
-تعليق ملحوظ للعقوبات ورفع بعضها وإعادة فتح السفارات
-مساعدة في إنقاذ الاقتصاد الإيراني وبناء برنامج نووي سلمي
وقال المصدر إن ترامب أطلق على نفسه في الرسالة لقب «زعيم العالم الحر»، وإن هدفه إحلال السلام في العالم، ويريد أن يدعو «زعيم إيران» للتعاون معه في هذه المهمة.
وطالب الرئيس الأميركي طهران بضمانات قابلة للتحقق تؤكد أنها لن تعمل على تصنيع سلاح نووي، وأن تتخلص من الشبهات التي تشير إلى أنها ربما تسعى لبناء برنامج نووي عسكري.
وقال إنه يمكن للولايات المتحدة وخبرائها النوويين مساعدة طهران على بناء برنامج نووي سلمي في حال تم التوصل إلى اتفاق بين البلدين.
كما طالب ترامب بأن تتعاون إيران مع الولايات المتحدة لبناء منطقة شرق أوسط آمنة مستقرة، وأن توقف تهديداتها المباشرة أو غير المباشرة ضد المصالح الأميركية وإسرائيل.
ووفق المصدر، أبدى ترامب استعداده لتعليق ملحوظ للعقوبات المفروضة على إيران أو رفع بعضها إذا ما توصّل هو وخامنئي إلى اتفاق مبدئي، كما أكد أن رجال الأعمال والمستشارين الاقتصاديين الأميركيين مستعدون لمساعدة الاقتصاد الإيراني على النهوض بسرعة من الوضع المتدهور في حال اتفاق البلدين على التعاون.
وعرض كذلك إعادة فتح السفارات على الفور بين البلدين، كي تكون الاتصالات الدبلوماسية بين الجانبين بشكل رسمي ومباشر، لا عبر الوساطات، في حال توصل الجانبان إلى اتفاق.
ولفت الرئيس الأميركي، في رسالته، إلى أن إيران بلد كبير وعريق، وأشاد بالشعب الإيراني وقدراته، مؤكداً أنه شخصياً يريد الخير لإيران.
وختم ترامب بأنه ينتظر رداً فورياً من خامنئي على الرسالة، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي يُنهي الخلافات بين الطرفين، ومشدداً على أنه لا يسعى إلى الحل العسكري أو التصعيد. لكنّه حذّر من أن استمرار طهران في رفض التفاوض واتخاذ خطوات «عدائية» ضد واشنطن وتل أبيب، قد يدفعه إلى اتخاذ «إجراءات مُرّة» ستكون مكلفة لجميع الأطراف، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي «مهما كان الثمن».
وكان البيت الأبيض ردّ مساء أمس الأول على خامنئي، مخيّراً طهران بين حل سلمي أو ضربة عسكرية. وتحدث المصدر عن تراجع الأميركيين عن بعض مطالبهم التي وردت في رسالة سابقة تلقتها إيران من أميركا عبر بغداد، وكانت «الجريدة» قد انفردت بنشر بنودها، وأدت عملياً إلى تغيير موقف خامنئي من مؤيد للمفاوضات إلى رافض لها.
ووفق المصدر، فإن الرسالة الجديدة لم تتضمن أي ذكر للبرنامج البالستي الإيراني، أو برنامج صناعة المسيّرات، أو نفوذ إيران الإقليمي، بما في ذلك حل جميع الميليشيات المسلحة التي تدعمها إيران في عدة دول بالمنطقة. ورغم ذلك، أكد المصدر أن الأميركيين قد يثيرون هذه الملفات مجدداً خلال المفاوضات.
المصدر: الجريدة الكويتية