مقالات

لبنان يخرج من عباءة المحور الإيراني: عهد جديد من العروبة في خطاب رئيس الجمهورية

لبنان يخرج من عباءة المحور الإيراني: عهد جديد من العروبة في خطاب رئيس الجمهورية

لم يستسغ البعض أنّ لبنان خرج فعلياً من محور “المقاولات العربية” بإشراف إيراني، وأنّه وجد دستوره العربي الذي سقط من بعض أبنائه وهم يسعون في خراب العواصم العربية من بيروت حتى بغداد، وجده معتقلاً في أحد السجون الخامنئية، تعلو صفحاته غبار التخيلات الفارسية وتزنّره طموحات أقلّوية، وليس العار الكبير في كون السجّان إيراني الولاء فقط، بل في كون حارس السجن حاملاً الهوية اللبنانية أيضاً.

مناسبة هذا الكلام، الاستنفار العام الذي أطلقه أتباع المحور الإيراني في لبنان، للرد على مضمون كلمة الرئيس جوزاف عون “العربية” في القمة العربية الطارئة في مصر، حول قضية فلسطين.

خاطب الرئيس عون الحاضرين بواقعية سياسية ممزوجة بخبرة عسكرية عمرها أربعين سنة، فقال: “إنّ فلسطين قضيّة حق، تُنصر بقوتنا كعرب، وكلّما سقطت منا عاصمة وأنّت أخرى، ودمّرت ثالثة وهددت رابعة، كلما ابتعدت فلسطين عن النصر، وكلّما حجّمنا قضيتها الى فئة أو جماعة أو محور كلما أمعنا في خرابها وخسرانها”.

وهو كلام واضح لمن يريد أن يقرأ، بأنّ لبنان الذي دخل عصراً جديداً، تحرّر فيه دستوره العربي الهوية من سطوة الاحتلال الإيراني، لن يكون رمادياً في مواقفه تجاه القضايا العربية المشتركة، ولقد انتهى الزمن الذي يسكت فيه لبنان عن استهداف أي عاصمة عربية، وموقفه اليوم عربي واضح ينتصر فيه وعبره لتاريخه ومستقبله.

وقدّم الرئيس عون كلمة عروبية متقدمة متماشية مع المستجدات التي تطال الشرق الأوسط، وكذلك منح مفهوم العروبة بعداً لبنانياً جديداً، عندما أشار إلى أن العروبة الحقّة لا تكون إلا بانتماء عميق للدول الوطنية: “علّمني لبنانُ..، أنْ لا صِحّةَ لأيِّ تناقضٍ مَوْهُومٍ، أو لنزاعٍ مَزعُومٍ، بينَ هُويّاتِنا الوطنيّةِ التّاريخيّةِ والنّاجزةِ، وبينَ هُويّتِنا العربيّةِ الواحدةِ والجّامعةِ، بل هي مُتكاملةٌ مُتراكمةٌ. فأنا لبنانيٌّ مئةً بالمئةٍ، وعربيٌّ مئةً بالمئةٍ، وأفخرُ بالاثنينِ، وأَنتمي وَطنيًّا ورِساليًّا إلى الاثنينِ”.

وهذا الانتماء المزدوج لأكثر من هوية، هو انتماء تكاملي، ثبّته الدستور اللبناني وأكدته العلاقات اللبنانية المميزة مع كل الدول العربية حتى الأمس القريب، عندما قضمت “الدويلة” الدولة وهدمت ما تيسر لها من مقومات ودعائم لعلاقات لبنان مع محيطه، و”أيرنته” حتى خرج منه العرب اهتماماً واستثماراً ودعماً…

ولا عودة اليوم إلا باصلاح ما أفسده ثنائي الخراب “حزب الله” وميشال عون، الذي لم يكن سقوطه على الأرض عام 2017 أثناء حضوره القمة العربية في الأردن، سقوطاً شخصياً ناتجاً عل خلل جسدي فحسب، بل كان تعبيراً عن تعثرنا ووقوعنا كدولة لبنانية تحت سطوة مشروع إيراني توسعي هدفه الأول والأخير، تفريغ الدول العربية من مقومات صمودها وإمكانيات تطورها.

بكلمته الموزونة التي حاكها باستراتيجية الغد، ختم الرئيس جوزاف عون بالشمع الأحمر على المشروع الإيراني في لبنان، وفتح آفاقاً جديدة في العلاقة مع العرب، ميزانها التنفيذ الكامل لخطاب القسم، الذي فيه خلاصنا ونجاتنا..وعودة العرب إلينا من جديد.

المصدر – نداء الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce