اخبار فلسطين

بين الأمن والمال… “تحدياتٌ” تُعيق إعادة تأهيل الشمال الإسرائيلي

بين الأمن والمال… “تحدياتٌ” تُعيق إعادة تأهيل الشمال الإسرائيلي

قالت صحيفة “كلكلست” الاقتصادية الإسرائيلية، إن سكان الشمال بدأوا العودة إلى منازلهم بعد أن تم إجلاؤهم في بداية الحرب قبل نحو عام ونصف العام، وسط مخاوف متزايدة من استعادة حزب الله قوته العسكرية، واحتمال انزلاق إسرائيل مجددًا إلى الكساد الاقتصادي.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العودة تتم وسط تعزيزات أمنية مكثفة من الجيش الإسرائيلي على طول خط التماس في المنطقة، بالإضافة إلى تواجد فصائل من الكتائب المدربة.

في تقرير بعنوان “إسرائيل تعمل على إعادة سكان الشمال لكنها لا توفر الميزانية اللازمة لإعادة تأهيل قواعد الجيش”، أوضحت “كلكلست” أن العودة تتم في ظل واقع أمني جديد يتطلب فترة تكيف وقدراً كبيراً من الشجاعة من قبل السكان العائدين، الذين كانوا قد أجبروا على مغادرة منازلهم خوفاً من هجوم أقوى من الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول 2023.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي، والتي نُشرت في نهاية الأسبوع، عززت المخاوف من أن الظروف الأمنية ما زالت غير مستقرة في المنطقة الشمالية، حيث يظهر أن الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة ثقة عميقة. ورغم أن التحقيقات تجنب إصدار استنتاجات شخصية تجاه القادة العسكريين الذين فشلوا في الاستعداد بشكل كافٍ، فإن رئيس الحكومة ووزرائه يرفضون بشدة الاعتراف بأي مسؤولية عن هذه الإغفالات الأمنية، ويرفضون التحقيقات التي تجريها لجنة التحقيق الحكومية.

من جهته، تحدث ضابط كبير في القطاع الشمالي عن التغييرات التي شهدتها المنطقة بعد عودة السكان. وأوضح أنه تم زيادة عدد القوات العسكرية بشكل كبير على طول خط التماس، حيث تم نشر قوات احتياطية مدربة ومجهزة تجهيزاً جيداً في مختلف المستوطنات.

وأضاف أنه تم إصلاح الأسوار والعوائق المادية التي تضررت أثناء الحرب، كما تم تحديث الوسائل التكنولوجية لتحسين الدفاع عن المستوطنات. وأكد الضابط أن الجيش الإسرائيلي أدرك أن التكنولوجيا لا يمكن أن تحل محل العنصر البشري في تأمين المنطقة.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي قد حقق إنجازات هائلة في لبنان، فإن سكان البلدات الشمالية يشعرون بالقلق من أن حزب الله قد يتعافى بسرعة، مما قد يدفع إسرائيل إلى مواجهة سيناريو مشابه لما حدث في غلاف غزة، وهو ما يثير مخاوف كبيرة من تصاعد التوترات الأمنية في المستقبل.

وفي ذات السياق، قالت الصحيفة إن الحفاظ على مستوى عسكري مرتفع في الشمال لفترة طويلة يتطلب تكلفة مالية ضخمة، وإن توافر هذه الأموال على المدى الطويل ليس أمراً مؤكداً.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل حالياً على إعادة تأهيل مواقعه في الشمال بعد سنوات من الإهمال، بهدف تعزيز قدراته الدفاعية في المنطقة. وتقدر تكلفة ترميم وتجديد البؤر الاستيطانية بمئات الملايين من الشواقل، مع التركيز على تحسين مكونات الأمن والدفاع في المنطقة.

رغم هذه الجهود، لا تزال الميزانيات المطلوبة لتنفيذ هذه الأعمال غير متوفرة بشكل كافٍ، مما اضطر الجيش الإسرائيلي إلى تأجيل بعض الأعمال المهمة والتركيز على الأمور الأكثر إلحاحاً. وفي الوقت نفسه، تظل هناك شكوك كبيرة بشأن مدى توفر الخدمات العامة الأساسية للسكان العائدين، حيث لا تزال هناك مطالبات مقدمة إلى محكمة العدل العليا في الأسابيع الأخيرة من قبل بلدية كريات شمونة والمجلس المحلي في المطلة، في محاولة للحصول على الدعم اللازم لتأمين عودة السكان بشكل آمن ومستدام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce