بشكلٍ نهائيّ.. إيران تفقد نفوذها في سوريا
بشكلٍ نهائيّ.. إيران تفقد نفوذها في سوريا
أكد مختصون في شؤون الشرق الأوسط أن النفوذ الإيراني في سوريا تراجع بشكل كبير بعد سقوط نظام بشار الأسد، مستبعدين إمكانية استعادته نتيجة السياسات الطائفية والممارسات التي استهدفت تغيير التركيبة الديمغرافية للسوريين.
وأوضح الخبراء أن سياسات إيران، التي تجاوزت الخطوط المرسومة لها من قبل القوى الدولية، دفعت الولايات المتحدة ودولاً أخرى إلى اتخاذ خطوات لتقويض هذا النفوذ. واعتبروا أن المشروع التوسعي الإيراني تسبب بأضرار كبيرة في المنطقة، مما أضعف حضور طهران ليس فقط في سوريا، بل أيضاً في لبنان والعراق، مهدداً مشروع “قاسم سليماني” بالكامل.
وفي تصريح لها، أكدت باربرا ليف، نائبة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، أن إيران لن يكون لها دور مستقبلي في سوريا. وأشارت إلى أن النظام الإيراني أساء للسوريين، وأن الولايات المتحدة تعمل مع شركاء إقليميين لضمان إنهاء تدخل طهران.
يرى المحلل السياسي طاهر أبو نضال أن تراجع الدور الإيراني في سوريا يعكس تحولاً استراتيجياً كبيراً، حيث كانت سوريا المحور الأبرز لنفوذ إيران. ويشير إلى أن إنهاء هذا الدور سيعيد تشكيل التوازنات الإقليمية، مما يضعف تأثير إيران على الدول المجاورة ويعيد ترتيب خريطة التحالفات في الشرق الأوسط.
محاولات إيران لتغيير هوية سوريا وطابعها الثقافي والديني قوبلت برفض واسع داخلياً ودولياً، ما أسهم في تسريع تقويض نفوذها في البلاد. ومع ضعف الوجود الإيراني، تتجه المنطقة نحو مشهد جديد بعيداً عن الهيمنة الإيرانية.
واشار أبو نضال، إلى أن سوريا كانت الساحة الأبرز لنفوذ إيران، إلا أن الأحداث الأخيرة جاءت في إطار إنهاء هذا الدور.
وأضاف أن طهران خرجت عن “الخط المرسوم” لها؛ ما أضر بمصالح الولايات المتحدة ودول أوروبية، وأدى إلى تحركات دولية لإنهاء الوجود الإيراني في سوريا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد.
وأوضح أبو نضال أن خسارة إيران لنفوذها في سوريا تعد من أكبر الضربات التي تعرضت لها، خاصة مع تراجع نفوذ حزب الله، الذي كان يُعتبر إحدى أقوى أذرعها في المنطقة.
وأكد أن أهمية سوريا لإيران كانت تتضح في تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين وصفوا البلاد بأنها “محافظة إيرانية”، مشيراً إلى أن هذه الخسارة ستؤدي إلى تأجيج الصراعات الداخلية في إيران وزيادة الاحتجاجات الاقتصادية والمعيشية.
كما لفت أبو نضال إلى أن سياسات إيران، التي تجاوزت الدور المحدد لها، دفعت الغرب لإعادة ضبط استراتيجيته ومصالحه في المنطقة.
وأضاف أن طهران لم تكتفِ بالحروب والقتال، بل ارتكبت جرائم طائفية واستهدفت الأغلبية العقائدية في سوريا؛ ما زاد من الكراهية تجاهها.