رأى محللون فرنسيون، أن رئيس الوزراء الفرنسي الجديد في موقف صعب؛ إذ يسعى لتجنب تصعيد التوترات مع اليمين المتطرف، الذي يعتبر قوة سياسية مؤثرة في فرنسا، وذلك بعد استبعاد وزير المالية الفرنسي الجديد، حزب التجمع الوطني، باعتباره يميناً متطرفاً استعدادًا لمناقشة الميزانية.

ورأى الباحث السياسي الفرنسي، بالمعهد الفرنسي للدراسات السياسية لوك فابيان، لـ”إرم نيوز”، أن بارنييه يواجه تحدياً كبيراً بعد تصريحات وزير المالية الجديد، الذي انتقد فيها حزب اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان، واعتبر أنه مستبعد من “القوس الجمهوري” في البرلمان.

وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، سعى بارنييه لتهدئة الوضع؛ إذ أكد على أهمية الحوار مع جميع الأطراف السياسية.

في يوم الثلاثاء، اعتبر أنطوان أرموند، وزير الاقتصاد الفرنسي الجديد في حكومة ميشيل بارنييه، أن حزب التجمع الوطني (يمين متطرف) لا ينتمي إلى “القوس الجمهوري”؛ ما أثار غضب مارين لوبان، التي حرص ميشيل بارنييه على طمأنتها شخصياً.

احتواء الغضب

وأضاف الباحث السياسي الفرنسي أنه على الرغم من أن انتقادات وزير المالية تعكس توجه الحكومة نحو السياسة الوسطية، فإن بارنييه بحاجة إلى التأكيد على أن حكومته لا تتجاهل الأصوات المختلفة في البرلمان.

ورأى “فابيان” أن بارنييه قد قام بتصحيح المسار، عندما طلب من أرموند استقبال حزب التجمع الوطني مثل بقية الأحزاب السياسية، تحضيرًا لمشروع الميزانية.

وجاء هذا التوجيه بعد أن أعربت لوبان عن استيائها من تهميش حزبها، وقد تم التنديد بهذا الموقف من قبل المعارضة اليسارية، وكذلك بعض أعضاء معسكر الحكومة، الذين بدا عليهم الاضطراب.

ومن جهته، قال الباحث السياسي الفرنسي في المركز الفرنسي للدراسات السياسية، ماري لوكرييه لـ”إرم نيوز” إن على بارنييه أن يكون حذراً في كيفية التعامل مع لوبان وحزبها، حيث يمكن أن تؤدي أي تصريحات أو إجراءات غير محسوبة إلى تفاقم الأمور.

وأوضح لوكرييه أن ذلك الأمر يتطلب دبلوماسية سياسية فائقة وقدرة على تحقيق توازن بين التوجهات المختلفة.

ورأى لوكرييه أنه إذا نجح بارنييه في احتواء غضب اليمين المتطرف وإيجاد أرضية مشتركة، فإنه يمكن أن يسهم في تعزيز الاستقرار السياسي في البلاد، موضحاً أنه حال الفشل في ذلك قد يؤدي إلى توترات أكبر، ويجعل من الصعب على الحكومة تحقيق أهدافها في المستقبل.

وكانت تصريحات وزير المالية الفرنسي قد أثارت استياء النخبة الفرنسية، فيما انتقد اليسار محاولة بارنييه لاسترضاء اليمين المتطرف؛ إذ يرى النائب من حزب البيئة، بنجامين لوكاس أن “رئيس الوزراء في قبضة حزب التجمع الوطني”، ويقول: “احترام البرلمان شيء، لكن بناء شراكة مميزة مع مارين لوبن شيء آخر، بل إن ذلك يعتبر انحناءً لها”، بحسب محطة “فرانس.إنفو” التلفزيونية الفرنسية.

تساؤلات داخل معسكر الحكومة

فيما تساءل إروان بالانان، النائب من حزب “مودم” عن سبب حرص بارنييه على التقرب من حزب التجمع الوطني، قائلاً: “هذا يصدمني. لا أعتقد أن رئيس الوزراء يجب أن يتصل بالسيدة لوبان”. وأضاف: “لم أقم بتحالف مع السيدة لوبان. تم انتخابي بفضل جبهة جمهورية واضحة”.

استعدادات لمغادرات جديدة من المعسكر الرئاسي

كما طرح ساشا هوولي تساؤلات، بعد مغادرته لحزب “النهضة”، الذي ينتمي إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلاً: “إذا كان رئيس الوزراء يشرح أنه يجب العمل مع حزب التجمع الوطني، فأعتقد أن هذا مشكلة. الكثيرون مثلي يتساءلون عن التوجه السياسي، الذي يبدو أنه يميل نحو اليمين”.

ويتوقع هوولي مغادرات أخرى من حزب “النهضة”، ويأمل في جمع نواب غير راضين عن أداء ماكرون في مجموعة سياسية مستقلة تتجه نحو اليسار.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version