رأت صحيفة الغارديان البريطانية إن انتصار نائبة الرئيس الأمريكي المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية المقبلة، كامالا هاريس، في مناظرة الثلاثاء الرئاسية، لم يحقق تحولًا كاملًا في سير سباق الانتخابات، ولكنه ضروريًّا، وشكل علامة فارقة ومميزة لحملتها الانتخابية.

وأضافت أنه في الوقت الذي كان ينتظر فيه الناخبون أن تُعرف هاريس بنفسها وسياساتها أكثر، هاجمت منافسها المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي لم يتمكن من مقاومة استفزازاتها، وركزت على الرسائل العامة.

وبحسب الصحيفة، إذا لم تكن المناظرات الرئاسية مهمة حقًّا، كما ادعى بعضهم، فلن تكون هاريس على المسرح في فيلادلفيا ليلة الثلاثاء.

ورغم أن المشهد يمكن أن يؤدي إلى التركيز المفرط على تأثير هاريس، فإن أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن الكارثي، الذي أدى إلى انسحابه من السباق الرئاسي، أظهر كيف يمكن لهذه الأحداث السياسية المصممة أن تحفز، إن لم تكن تخلق، مشاعر الناخبين تجاه المرشحين.

وعلى حين اعتقد ترامب أن انتخابات عام 2024 ستكون حول قوته المفترضة ضد بايدن، هيمنت هاريس على النقاش، منذ اللحظة التي أخذت فيها زمام المبادرة جسديًّا، عبر عبور المسرح لمصافحته، لتبدد الذكريات غير المريحة التي ارتبطت بمناظرته مع هيلاري كلينتون عام 2016.

وأشارت الصحيفة إلى أن غرور ترامب جعله غير قادر على مقاومة الطعم الواضح الذي نصبته له هاريس، خاصة ملاحظتها أن المؤيدين كانوا يشعرون بالملل الشديد لدرجة أنهم كانوا يغادرون التجمعات خلال خطاباته المتعثرة وغير المتماسكة.

وعندما هاجمته بشأن قضايا الإجهاض، والرعاية الصحية، والديمقراطية نفسها، كانت هاريس واضحة وحاسمة، وفق الصحيفة.

ولفتت “الغارديان” إلى أن هاريس اكتفت بأن تسخر من ترامب بثقة عندما كذب بشأن أكل المهاجرين الهايتيين لحيوانات الناس الأليفة، مؤكدة أن المناظرة كانت انتصارًا لهاريس.

وفي استطلاع أجرته شبكة “سي إن إن”، قال 63% من المشاهدين إن أداء هاريس كان أفضل، على حين اختار 37% منافسها ترامب.

ومع ذلك، حُكم على كلينتون بأنها تتفوق على ترامب بهامش مماثل بعد مناظرتهما الأولى في عام 2016؛ وارتفعت أصواتها أقل من 1% في استطلاعات الرأي خلال الأسبوع التالي، وفق الصحيفة.

وشددت على أن أداء هاريس المميز كان بمنزلة خطوة على الطريق، بفعل أن المنافسة ستقتصر على مجموعة ليست بالكبيرة من الناخبين المتأرجحين.

وينبغي على هاريس، إن أرادت الفوز، أن تنتبه لكل خطوة تخطوها من الآن فصاعدًا، وأن تأخذ على محمل الجد والاهتمام كامل القضايا على الساحتين الأمريكية والعالمية، وفق “الغارديان”.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version