مرة جديدة تبرز مؤشرات على خلافات بين إسرائيل والحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاق مرتقب في غزة، بين تصريحات تقول إنه “قاب قوسين”، وأخرى تستبعد أن يبصر النور.
وبعد “الغضب الأمريكي” الذي أثاره نتنياهو قبل أيام حين أكد أن إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا، بدا في آخر تصريح له مساء أمس وكأنه يكذّب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
لا اتفاق
وتعليقًا منه على ما أعلنه بلينكن حول أن أطراف التفاوض اتفقوا على 90% من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لم يكتفِ نتنياهو بالقول إن ذلك الاتفاق “ليس قريب المنال”، بل أكد في تصريح لقناة “فوكس نيوز” أنه “لا يُحَضَّر لاتفاق”.
وكان بلينكن قال إن أطراف التفاوض اتفقوا على 90% من الاتفاق، وتحدث حديثًا خاصًّا عن إحدى أبرز القضايا التي تعرقل التوصل إليه، وهي “محور فيلادلفيا”، وقال إن تلك القضية “البالغة الأهمية.. لا تزال عالقة”.
وتولي واشنطن عناية خاصة بالمحور، الذي يتعارض استمرار الوجود الإسرائيلي فيه مع الموقف الأمريكي، ومع رؤية واشنطن لمستقبل القطاع، ويتعارض مع المقترح الذي قدمته إدارة بايدن، ويلحظ خفض القوات الإسرائيلية في المحور في مرحلة أولى، تمهيدًا “لانسحاب كامل” في المرحلة الثانية.
وكان نتنياهو أثار ردود فعل غاضبة، وصلت إلى الولايات المتحدة، حين أعلن في مؤتمر صحفي أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من المحور، حتى إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، حين سئل عما إذا كانت تصريحات نتنياهو ستعيق الاتفاق، قال: “ما زلنا في مفاوضات، ليس معه (مع نتنياهو)، ولكن مع زملائي من قطر ومصر”، حسب ما نقلت شبكة “CNN” الأمريكية.
وعكست حالة الغضب تلك ما نقلته الشبكة من تصريحات لـ “مصدر مطلع” قال فيها إن “هذا الرجل (نتنياهو) أفسد الصفقة برمتها في خطاب واحد”.
مؤشرات تضاف إلى ما ذكرته وسائل إعلام أمريكية عن أن الولايات المتحدة تدرس التوقيع على اتفاق أحادي مع حركة حماس لإطلاق سراح مختطفين أمريكيين تحتجزهم حماس في غزة.
وجاء الموقف الأمريكي الذي حاول المسؤولون الأمريكيون التقليل من آثاره وأبعاده، بعد ضغوط من عائلات المختطفين، طالبوا إدارة بايدن بعقد صفقة مع حماس بمعزل عن إسرائيل.
وذكرت شبكة “إن بي سي” الأمريكية في حينه أن إدارة بايدن وعدت بالمضي في هذا الاقتراح، وهو ما يعكس “حالة الإحباط” لدى إدارة بايدن حسب وصف الإعلام الأمريكي من طريقة الحكومة الإسرائيلية في التعاطي مع ذلك الملف.