*أيام الزمن الجميل في لبنان: تأملات في ذاكرة الزمن بقلم رئيس تحرير إنفينيتي نيوز وفاء فواز
لبنان، ذلك البلد الذي كانت له دائماً قدرة غريبة على إشعال الذاكرة بكل حماسة، يستحضر اليوم ذكريات أزمنة مضت، كانت فيها الحياة أكثر بساطة وجمالاً. أيام الزمن الجميل، كما يصفها كثيرون، كانت تميزها البساطة والصفاء، حيث كان كل شيء يبدو أقرب إلى الكمال.
في تلك الأيام، كانت الحياة تسير بوتيرة هادئة، يُعاش فيها كل لحظة بعمق. كانت الشوارع المعبدة بأحجارها القديمة تشهد على محبة الناس وتعاونهم، بينما كانت الأحياء تتزين بالألوان الطبيعية التي أضفت على المشهد رونقاً خاصاً. تجتمع العائلات في المساء لتبادل الأحاديث على ضوء الفوانيس، ويتبادل الأصدقاء النكت والحكايات في المقاهي القديمة التي كانت تنبض بالحياة.
من هنا، يمكننا أن نرى كيف أن لبنان كان، في زمنه الجميل، منبعاً للأمل والتفاؤل. كان للموسيقى اللبنانية، بأصواتها الرائعة وإيقاعاتها المميزة، دور كبير في تجسيد تلك الحقبة. الأغاني التي لا تُنسى، من زمن الأخوين رحباني إلى فيروز، كانت تملأ الأجواء وتزرع الفرح في قلوب الناس.
لكن الزمن الجميل لم يكن مجرد فترة من الماضي، بل كان أيضاً تجسيداً لقيم إنسانية أصيلة: الكرم، والضيافة، والمحبة. وبينما نعيش في حاضر يختلف عما كان عليه، يبقى من واجبنا أن نستمد من تلك الذكريات القوة والإلهام لبناء مستقبل أفضل.
الذاكرة اللبنانية، كما يمكن أن نرى، ليست مجرد سرد للوقائع، بل هي أيضاً منارة تضيء الطريق للمستقبل. فلنستمر في الحفاظ على روح تلك الأيام الجميلة، ولنجعل من قيمها وذكرياتها مصدر إلهام لنهضة جديدة.