حادثة شارع الحمرا: هلع الأهالي وقلق الأطفال… إلى متى سيظلّون ضحايا الخطر؟ بقلم رئيس التحرير انفينيتي نيوز وفاء فواز
شهد شارع الحمرا في بيروت مؤخرًا حادثة أثارت الذعر بين سكان المنطقة، خاصة بين الأهالي والأطفال الذين أصبحوا يعيشون حالة قلق وخوف دائم من أي خطر قد يهدد حياتهم وسلامتهم. حوادث مماثلة أصبحت تتكرر بشكل لافت، ما يزيد من الشعور بعدم الأمان وسط التوترات التي تشهدها البلاد وتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
انعكاسات الحادثة على المجتمع
لم تعد الشوارع والأسواق العامة ملاذًا آمنًا للأطفال والعائلات. حادثة الحمرا الأخيرة كشفت عن هشاشة الأمن العام، حتى في المناطق التي كانت تُعتبر آمنة نسبيًا. إذ عبّر الأهالي عن خوفهم من السماح لأطفالهم بالتجول بحرية، مؤكدين أن غياب الأمان أصبح واقعًا جديدًا في حياتهم.
الأطفال والآثار النفسية
الضحايا الصامتون في هذه الحوادث هم الأطفال الذين تتكون في أذهانهم صورٌ من الرعب وعدم الاستقرار. من المعروف أن الأطفال في مثل هذه الظروف قد يعانون من اضطرابات نفسية، كالتوتر أو اضطرابات النوم، وحتى الانعزال الاجتماعي. يشعر هؤلاء الأطفال بخطر مستمر يهدد حياتهم، مما قد يؤثر على سلوكهم وتحصيلهم الدراسي، وقد يخلق لديهم مشاعر سلبية نحو بيئتهم.
إلى متى سيظل الأطفال ضحايا؟
السؤال الذي يطرحه الجميع: إلى متى سيظل الأطفال يدفعون ثمن الإهمال والفوضى؟ إن الحاجة إلى حلول جدية للحد من انتشار الجرائم وضمان الأمن للأطفال في الشوارع أصبحت ملحّة، خاصة مع تزايد عدد الحوادث العنيفة في المناطق السكنية. إن توفير بيئة آمنة ومستقرة للأطفال مسؤولية لا تقع على عاتق الجهات الأمنية فحسب، بل تتطلب جهودًا من المجتمع المدني، والمؤسسات التربوية، والأهالي أنفسهم.
يبقى الأمل أن ينجح المجتمع في إيجاد حلول للتصدي لهذه الظاهرة، وتأمين مستقبل أفضل وأكثر أمانًا للأطفال. ربما حان الوقت لإعادة النظر في استراتيجية السلامة العامة والعمل بجدية على حماية الأماكن العامة لتكون آمنة لجميع أفراد المجتمع، خاصة الأطفال، كي لا يظلّون ضحايا للخوف والخطر.