تسألت وسائل إعلام إسرائيلي عن المغزى من تحركات “حزب الله”، فجر الأحد، لشن هجوم بالصواريخ والمسيرات على العمق الإسرائيلي، رغم التقديرات الإسرائيلية بأن الحزب تحت الردع، ولا يريد حربًا شاملة.

وأشارت صحيفة “يسرائيل هايوم”، الأحد، إلى أن التناقض الذي أفرزته تطورات الساعات الأخيرة يتعلق بأن ما كان “حزب الله” بصدد تنفيذه، لا يتماشى إطلاقًا مع الضغوط التي تواجهها الميليشيا من الداخل اللبناني، ولا تتسق مع مخاوفها من رد الفعل الإسرائيلي أو الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

حزب الله ينفي

ووفق الصحيفة، يعلم “حزب الله” جيدًا أن هجوماً كبيراً على العمق الإسرائيلي، وبالتحديد تل أبيب، سيعني رد فعل إسرائيل واسع النطاق داخل لبنان، سيختصر الطريق نحو الحرب الشاملة.

وتساءلت كيف يمكن للميليشيا اللبنانية أن تعي تلك الحقيقة، وفي الوقت نفسه جهزت مخططًا لشن هجوم على العمق الإسرائيلي قبل أن تسبقه قرابة 100 مقاتلة إسرائيلية وتقوض فاعليته.

وأعلن “حزب الله” أن المرحلة الأولى من عمليته الانتقامية لاغتيال “شكر” انتهت حاليًا، بعد أن أطلق أكثر من 320 قذيفة صوب إسرائيل وعدد غير معلوم من المسيرات، فيما تقول تل أبيب إن المخطط الأصلي كان ينص على إطلاق 6 آلاف قذيفة صاروخية ومسيرة، قبل إحباطه بالهجوم الاستباقي.

ونفى “حزب الله” أن تكون إسرائيل قد قوضت مخططا لضرب العمق الإسرائيلي بآلاف الصواريخ؛ مما يعني أنه يريد القول إن المرحلة الأولى، كما وصفها، نفذت بنجاح ولم تقوضها الغارات الإسرائيلية، ولم يكن هناك مخطط من هذا النوع.

سيناريو غامض

لكن الصحيفة أشارت إلى أن هناك معلومات بأن الهدف الأساسي للهجوم كان وسط إسرائيل ولا سيما قواعد الجيش المهمة، وأن هجمات الشمال كانت لخداع الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

وعدّت الصحيفة أن الميليشيا تؤمن بنجاح هجومها بالفعل، وستحاول تسويقه على أنه إنجاز، ما يعني هنا أنها أذعنت للضغوط الداخلية في لبنان، والدعوات التي طالبتها بالامتناع عن توسيع الحرب التي ستقود إلى خراب.

لكن هناك سيناريو آخر يضع المزيد من الغموض على موقف “حزب الله”، يستند إلى الرواية الإسرائيلية بأنه كان يريد ضرب تل أبيب ومواقع حساسة بها، لدرجة أن بعض المراقبين ذكروا مجمع الهيئات الحكومية “الكرياه”.

سبب غموض هذا السيناريو هو أنه يتناقض تمامًا مع التقديرات الإسرائيلية السابقة، بأن “حزب الله” لن يقدم على ضرب عمق إسرائيل؛ خشية التصعيد وتجنبًا للحرب الشاملة.

تقديرات خاطئة

التقديرات الإسرائيلية كانت ترجح أن الميليشيا اللبنانية لا ترغب في تلك الحرب، وأنها تحت الردع، ولا سيما في ظل وجود القوات الأمريكية بالمنطقة.

لكن في حال صحة الأنباء التي أوردتها إسرائيل بشأن كون تحركات “حزب الله” الميدانية التي قوضتها إسرائيل بالهجوم الاستباقي، كانت لضرب تل أبيب، فإن الأمر سيعني أن الحزب مستعد للدخول في حرب شاملة مع الجيش الإسرائيلي؛ مما يعني أن التقديرات الإسرائيلية السابقة كانت خاطئة.

ووفق الصحيفة، يعلم “حزب الله” أنه لو كان قد ضرب وسط إسرائيل، فإن الرد سيكون ضربات واسعة في العمق اللبناني؛ ومن هنا اختصار الطريق للحرب الشاملة.

وأضافت أنه على الرغم من علم “حزب الله” لتلك الحقيقة، لكنه خطط لتوجيه ضربات “تشذ عن القواعد غير المكتوبة بينه وبين إسرائيل، والتي تبلورت منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي”، أي امتناع الطرفين، دون اتفاق، عن عمليات من شأنها أن تؤدي إلى الحرب الشاملة.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version