اعتبر خبير إسرائيلي إلى أن “حزب الله”، يتبع إستراتيجية “التصعيد الزاحف”، وأن حلمها هو إطلاق صواريخ دقيقة إلى مجمع الهيئات الحكومية “الكرياه” في تل أبيب. حسب صحيفة “معاريف” العبرية.

وانتقد أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة حيفا، أماتسيا برعام، ما عدّه إخفاقًا لإسرائيل في تحقيق الردع طوال أشهر “حرب الاستنزاف” مع ميليشيا “حزب الله” منذ اندلاعها قبل قرابة 11 شهرًا.

وقال برعام في معرض تعقيبه على التصعيد الراهن بين إسرائيل وميليشيا “حزب الله”، إن “الفشل الإسرائيلي في تحقيق الردع التكتيكي سبق أيضًا حرب السيوف الحديدية، وبدأ منذ شهر مارس/ آذار 2023″، معللًا ذلك بأنه كان على الجيش الإسرائيلي بدء التحرك إبان واقعة التسلل من جنوبي لبنان إلى مفترق “مجدو”.

يُشار إلى أن تلك الواقعة شهدت تسلل عنصر من ميليشيا “حزب الله” إلى منطقة مفترق “مجدو” شمالي إسرائيل، وزرع عبوة ناسفة، أسفرت عن إصابة جندي بجروح خطيرة، قبل قتل المتسلل.

التصعيد الزاحف

ولفت الخبير الإسرائيلي إلى أن ميليشيا “حزب الله”، تتبع تكتيك المناورة خطوة تلو الأخرى، وأن تل أبيب تقف أمام تحد كبير بشأن استعادة الردع.

وذهب إلى أن الحرب في الشمال مستمرة في السير باتجاه التصعيد، ولكن هذا التصعيد “ليس بضربة واحدة، بل بخطوات مدروسة ومحسوبة جيدًا من جانب ميليشيا حزب الله”، على حد قوله.

ووصف برعام إستراتيجية ميليشيا “حزب الله” بأنها “إستراتيجية التصعيد الزاحف”، أي المتدرج بخطوات بطيئة.

وقال إن الميليشيا اللبنانية تعمل على أساس أن خطوة صغيرة تنضم إلى التي سبقتها، مضيفًا أن هدف ميليشيا “حزب الله” هو دراسة حدود الردع الإسرائيلي، وكيفية الرد على ضرب أهدافها العسكرية، وكل ذلك للامتناع عن الذهاب إلى حرب شاملة.

الرد المدروس

ويعتقد برعام أن الأمين العام لميليشيا “حزب الله” حسن نصر الله، يدرس كل خطوة سيُقدِم عليها بشكل صارم، ويبحث عن طريقة للرد على الهجمات الإسرائيلية الدقيقة، دون أن يؤدي ذلك إلى رد فعل حاد من جانب تل أبيب.

وبيّن أن الرد التدريجي من جانب ميليشيا “حزب الله” يحمل رسالة لإسرائيل، هي أنه لو واصلت ضرب أهداف عسكرية نوعية، فإن الميليشيا اللبنانية ستواصل ضرب إسرائيل بصورة أخرى، وستستهدف المدنيين.

حلم ضرب “الكرياه”

وذكَّر بأن إشكالية أساسية مطروحة حاليًّا داخل ميليشيا “حزب الله” تتعلق بكيفية الرد على اغتيال رئيس أركانه، فؤاد شكر، أواخر الشهر الماضي بضاحية بيروت الجنوبية.

وتابع أن القاعدة التي يعمل “نصر الله” استنادًا إليها هي أن شكر قُتل في بيروت، وأن المدينة المقابلة لها في إسرائيل هي تل أبيب.

وأضاف، أن حلم ميليشيا “حزب الله” هو إطلاق صواريخ دقيقة إلى مجمع الهيئات الحكومية (الكرياه) في تل أبيب، ولكنه يعلم أن الرد الإسرائيلي سيكون مفزعًا”، على حد قوله.

ومضى قائلًا، إن إسرائيل فقدت الردع بصورة جزئية فقط، وأنه لو كانت فقدته بشكل كامل لكانت ميليشيا “حزب الله” عملت بصورة أخرى أكثر شراسة.

وخلص الخبير الإسرائيلي أماتسيا برعام، إلى أن “تكتيك الردع تآكل، ولكن مفهوم الردع الإستراتيجي الإسرائيلي قائم، وما زال يمكنه الحيلولة دون اندلاع حرب واسعة

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version