منسوب التوتر بين واشنطن وبكين يتصاعد بشكل مستمر، مع قلق الكثير من الخبراء من تحول هذا التوتر إلى مواجهة فعلية بين القوتين النوويتين. في هذا الإطار، أعربت الخارجية الصينية الأربعاء عن قلق بكين البالغ إزاء تقارير بشأن موافقة واشنطن على خطة استراتيجية نووية تستهدف الصين

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماو نينغ “الولايات المتحدة تُروّج لرواية التهديد النووي الصيني، وتجد أعذاراً للحصول على ميزة استراتيجية”.

وذكرت المتحدثة في إفادة صحفية دورية “الصين تشعر بقلق بالغ إزاء التقرير المعني، وأثبتت الحقائق بالكامل أن الولايات المتحدة أثارت باستمرار في السنوات القليلة الماضية ما يُسمى بنظرية التهديد النووي الصيني”.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد نشرت تقريرا الأربعاء عن موافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن في آذار/مارس الماضي على خطة استراتيجية نووية سرية للغاية، توجه لأول مرة استراتيجية الردع الأمريكية نحو الصين، وتركز على ترسانة الصين النووية سريعة النمو. كما ذكرت الصحيفة أن الخطة تهدف أيضا إلى تحضير واشنطن لتحديات نووية منسقة محتملة من الصين وروسيا وكوريا الشمالية معا.

وقالت “نيويورك تايمز” إنه سمح لاثنين من كبار المسؤولين في إدارة بايدن “بالتلميح” إلى مراجعة الاستراتيجية النووية للولايات المتحدة خلال خطاباتهما في الآونة الأخيرة.

يجدر بالذكر أن هذه الاستراتيجية يجري تحديثها كل أربع سنوات، وهي سرية للغاية ولا يوجد نسخ إلكترونية منها، بل يتم توزيع عدد قليل من النسخ الورقية على عدد محدود من المسؤولين في الأمن القومي وقادة وزارة الدفاع الأميركية.

وفي حزيران/يونيو الماضي، أشار مدير مجلس الأمن القومي لشؤون الحد من التسلح ومنع الانتشار النووي برناي فادي إلى الوثيقة، التي تنظر بالتفصيل لأول مرة ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للرد على الأزمات النووية التي قد تندلع بشكل متزامن أو متتال، باستخدام مزيج من الأسلحة النووية وغير النووية.

وقال فادي إن الإستراتيجية الجديدة تؤكد “الحاجة إلى ردع روسيا والصين وكوريا الشمالية في آن واحد”.

في المقابل، قال البيت الأبيض الثلاثاء إن الخطة الاستراتيجية النووية السرية التي وافق عليها بايدن هذا العام، ليست ردا على دولة محددة أو تهديدا بعينه، لكن غالبا ما تتطرق الولايات المتحدة باستمرار إلى توسع الصين في الأسلحة النووية وزيادتها.

وفي تقرير سنوي للبنتاغون صدر في تشرين الأول/أكتوبر 2023، جاء أن ترسانة الصين تضم حاليا أكثر من 500 رأس نووي نشط، ومن المحتمل زيادتها إلى ألف رأس بحلول عام 2030 و1500 بحلول عام 2035، وهي الأرقام التي تنشرها الولايات المتحدة وروسيا حاليا.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version