علق الباحث والمحلل السياسي المصري أحمد سلطان على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منح الإقامة للأجانب ممن يشاطرون روسيا قيمها الأخلاقية والروحية
وقال سلطان في تصريحات خاصة لـRT أن القرار هو استدارة من الرئيس الروسي لصراع القيم السائد في العالم والمرتبط بالتنافس الجيوسياسي بين القوى الكبرى في عالم اليوم، فعولمة “النمط الأمريكي” في القيم وأسلوب الحياة وتصديره للعالم بعدة طرق منها وسائل الإعلام الجماهيرية والأفلام والمسلسلات التي تعكس القيم الممثلة لهذا النموذج كان جزءا من المشروع الأمريكي للهيمنة القائم على تصور مفاده أن “واشنطن” يجب أن تسود.

وأشار الباحث والمحلل السياسي أن روسيا الآن منخرطة في صراع شامل أحد أوجهه فقط هو الوجه العسكري المتمثل في الحرب الدائرة في أوكرانيا حاليا، أما الوجه الأخطر فهو صراع القيم الذي يعيد تشكيل وعي وأذهان الشعوب وحشدها بصورة شعورية أو لا شعورية خلف القيم والأفكار النيوليبرالية التي يتبناها الغرب.

وتوقع سلطان أن يكون قرار فلاديمير بوتين الأخير مقدمة لقرارات أخرى وتوجهات تهدف لترويج نموذج القيم المتماشي مع الاتجاهات الروسية، وهذه القيم تميل لمنظومة القيم التقليدية وفي بعض الأحيان “المحافظة” وهذا مرتبط بالعديد من العوامل السياسية والسيسيولوجية والدينية التي تمثل خصوصية الحالة الروسية والتي في ذات الوقت قريبة ومنطلقة من نفس المرتكزات التي تستند إليها القيم المشرقية.

وألمح أحمد سلطان إلى أن موسكو عليها أن تطور استراتيجية شاملة للتعاطي مع الحلفاء المحتملين ومع الدول التي تشاركها نفس الرؤى وأن تعمل على توظيف قوتها الناعمة من أجل تحقيق مزيد من التأثير، مردفا أنها حققت بالفعل انتصارات تكتيكية في هذا الصدد لكن لا بد أن تعمل على توظيف تلك الانتصارات في إطار استراتيجي يضمن لها مزيد من النفوذ والتأثير في الوقت الحالي وكذلك في المستقبل.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد أصدر مرسوما يمنح الأجانب ممن يشاطرون روسيا قيمها الأخلاقية والروحية التقليدية الإقامة على أراضي روسيا، ويعفيهم من فحوص اللغة الروسية.

وينص المرسوم على حق الأجانب في التقدم بطلب الإقامة المؤقتة في روسيا خارج نظام الحصص الذي يحدد عدد الأجانب الذين تحق لهم الإقامة حسب جنسياتهم، ودون الخضوع لفحوص اللغة الروسية التي تقتضيها تشريعات الهجرة في روسيا.

Share.
Exit mobile version