توجيه تهمة العنصرية ضد الأطفال السود للشرطة البريطانية
بينت أرقام جديدة أن الأطفال السود عرضة للتفتيش الجسدي من قبل الشرطة البريطانية، أكثر من نظرائهم البيض بأربع مرات، ما دفع مفوضة شؤون الأطفال في البلاد، راشيل دي سوزا، إلى المطالبة بمعالجة “التفاوت” العنصري.
ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية، عن دي سوزا قولها، إن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا، يشكلون النسبة الأكبر من بين أولئك الذين يخضعون لعمليات تفتيش جسدية.
وأظهرت الأرقام الرسمية من يوليو/ تموز 2022 وحتى يونيو/ حزيران 2023 أن أقل من نصف عمليات تفتيش الأطفال التي جرت في تلك السنة، أجريت في حضور شخص بالغ مناسب.
ومنذ يناير/ كانون الثاني 2018 وحتى يونيو/ حزيران 2023، تعرض أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات للتفتيش مع التجريد من الملابس كل 14 ساعة من قبل الشرطة في إنجلترا، بحسب التقرير.
وفي ردها على التقرير الذي صدر الإثنين، أكدت الشرطة أن “الكثير من عمليات التفتيش مع التجريد من الملابس التي أجريت كانت غير ضرورية وغير آمنة، ولا يتم الإبلاغ عنها بشكل كافٍ”.
وقال مساعد رئيس الشرطة أندرو مارينر، رئيس مجلس رؤساء الشرطة الوطنية المسؤول عن عمليات التفتيش والإيقاف، إنه “متفائل بحذر بشأن إمكانية التغلب على التحديات النظامية الراسخة، ولكن ما يزال هناك عمل عاجل يجب القيام به”.
وأضاف أن الدراسة “تعمل اليوم للتذكير بشكل صارخ بأن هذه ليست قضية معزولة في العاصمة”، مشددا على ضرورة “بناء ثقافة الثقة بين الأطفال والشرطة؛ لذلك من الأهمية بمكان أن تستمر التحسينات، مع إجراء عدد أقل من عمليات التفتيش”.
وتقول وزارة الداخلية، إن “عمليات التفتيش مع التجريد من الملابس تلعب دورًا مهمًّا في حماية الجمهور، وأن هناك ضمانات صارمة في مكانها”.
لكن مفوضة شؤون الأطفال دعت إلى “تغيير إجرائي عاجل لمعالجة التفاوت العنصري الواسع النطاق، وضمان عدم تعرض الأطفال للخطر في أثناء عمليات التفتيش مع التجريد من الملابس هذه”.
ونوهت إلى أن “الشرطة في جميع أنحاء إنجلترا وويلز تواصل تفتيش الأطفال مع التجريد من الملابس كجزء من عمليات التفتيش، مما يكشف عن ممارسات مثيرة للقلق وفشل واسع النطاق في الامتثال لإجراءات الحماية المصممة لحماية الأطفال”.
وقالت إن توصيتها الراسخة في هذا الشأن هي أن عمليات التفتيش هذه يجب أن تتم فقط “حيث يوجد خطر واضح وفوري على الطفل أو الآخرين”، مضيفة: “مع ذلك، ما تزال غالبية عمليات التفتيش تُجرى للاشتباه في المخدرات، ويؤدي ما يقرب من نصفها إلى عدم اتخاذ أي إجراء آخر”.
ويؤكد التقرير أن أعداد عمليات التفتيش مع تجريد الملابس أقل بشكل عام من سنوات سابقة، في حين أفادت غالبية قوات الشرطة بتغييرات في الإجراءات وانخفاض في نسبة الأطفال السود الذين تعرضوا للتفتيش العاري بين عامي 2022 و2023.
ومع ذلك، ما يزال التقرير يجد فشلًا واسع النطاق في الامتثال لعمليات الحماية المصممة لحماية الأطفال أثناء عمليات التفتيش الجسدية.
ومن بين الأطفال الذين فُتّشوا بتجريد الملابس بين عامي 2022 و2023، كان 27% منهم من السود، الذين يشكلون 6% من تعداد الأطفال في إنجلترا وويلز.
وبالنسبة للأطفال البيض، كانت النسب المقابلة 59% و74%.
ويشير التقرير إلى أن هذا يمثل تحسنًا مقارنة بالأرقام بين عامي 2018 و2023، عندما كان السود أكثر عرضة للتفتيش بست مرات.