اختلفت الآراء، حول أسباب تجاوز المرحلة الحالية للانتخابات الأمريكية التي يتنافس عليها مرشح الحزب الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، الخطوط الحمر والقيم الأخلاقية الأمريكية المرتبطة بالديمقراطية.
يأتي ذلك، وسط المعركة الانتخابية التي تشهد شتائم وإهانات وعنصرية وأيضًا “شخصنة” للأمور من جانب المرشحين.
وذهب محللون في تصريحات لـ”إرم نيوز”، إلى أن “هذا المشهد يدل على أن تعمق الانهيار الأخلاقي، ليس في دائرة السياسة والانتخابات الرئاسية والمنافسة عليها فقط، ولكن يشمل المجتمع الأمريكي”.
ومن أشكال الإساءة في إطار الحملات الانتخابية من جانب المرشحين، مزاعم ترامب أن هاريس استخدمت الذكاء الصناعي لفبركة حشود داعمة لها في ولاية ميشيغان، لترد حملة المرشحة الجمهورية، بأنها صورة حقيقية لحشد من 15000 شخص لهاريس.
ووصلت الإساءات، إلى وصف ترامب لضحكة هاريس بأنها ضحكة رجل مجنون.
وبينما تتمسك هاريس، بالحديث دائمًا على أن ترامب رجل مهدد بالسجن وما تقوده حملتها عبر صفحات غير رسمية من أنه مجرم بسبب القضايا التي تنظر 34 قضية تتعلق بالتزوير.
ويقول المحلل السياسي والمختص في الشأن الأمريكي حامد الصراف، إن “المنافسة بين الجمهوريين والديمقراطيين تأخذ صورة فاضحة، تدل على انحطاط أخلاقي لم يسبق له مثيل”.
ورأى الصراف لـ”إرم نيوز”، أن “أمريكا خلال السباق الانتخابي الحالي، أثبتت أنها ليست دولة منسجمة في بنائها الاجتماعي، وهذا يعتبر بداية نهاية هذه الإمبراطورية”.
وأضاف أن “هناك قواعد عمل بالسباق الانتخابي في أي انتخابات لا سيما للدول التقليدية الكبرى، تشمل أن تكون المنافسة على أسس البرامج المقدمة للناخبين وليس على أمور شخصية”.
وبدوره، رأى عضو الحزب الجمهوري الأمريكي أشلي أنصارا، أن “الولايات المتحدة اليوم تختلف بشكل كبير عما كانت عليه منذ عقدين من الزمن وهو ما ينعكس على المشهد الانتخابي بشكل كبير”.
وقال أنصارا لـ”إرم نيوز”، إن “ترامب يتبع أسلوبًا غير متعارف عليه في الحملات الانتخابية، وهو نفس ما اتبعه في حملتة لعام 2020، حتى يجذب الجمهور الذي لديه نوع من اليأس في القيم الاجتماعية في أمريكا”.
وأردف أن “أسلوب ترامب غير متفق عليه ولكن لديه جذور قوية مع الناخبين ومعظم ناخبيه من الطبقة العاملة، وهم من لم يحصلوا على نوعية التعليم العالي المتوفر في الجامعات ومراكز الأبحاث وخلافه، لذلك فإن جمهور “ترامب” يريد أن يجد فيه نوعًا من العنف والصراحة التي تجرح مشاعر الآخرين”.
ومن جهته، يشير المحلل السياسي نادر سليمان، إلى أن “وصول المنافسة إلى هذا الشكل كان متوقعًا من خلال ما يدور من سباب وفبركة صور وفيديوهات وأحاديث عنصرية بين ترامب وهاريس”.
وقال سليمان لـ”إرم نيوز”، إن “نوعية المرشحين واختلافاتهم وشراسة المعركة جاءت بهذه الصورة الغريبة إلى حد ما عن الانتخابات الأمريكية”.
وأضاف أن “هذه الحالة من المؤكد أنها سيكون لها أثر في أخلاقيات المجتمع”.
وتنبأ سليمان، “بتحولات واهتزاز قادم بالداخل الأمريكي قبل أن ينعكس ذلك على العملية السياسية في الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن”.