Uncategorized

أصوات تختفي تحت الركام: مأساة بلا صوت

أصوات تختفي تحت الركام: مأساة بلا صوت

خاص بقلم رئيس التحرير إنفينيتي نيوز وفاء فواز

في لحظات الحزن والألم، تتردد في الأرجاء أصوات ضعيفة، أصوات أطفال لا تزال على قيد الحياة، تصرخ من تحت الأنقاض، وتخبرنا أن الأمل موجود، ولو كان واهنًا. تلك الأصوات التي تشق طريقها بصعوبة وسط أكوام الركام، تحمل معها قصصًا لم تُكتب نهاياتها بعد. لكنها للأسف، غالبًا ما تذبل مع الوقت، وتهدأ تدريجيًا، ثم تختفي، تاركة خلفها صمتًا ثقيلًا يشهد على مأساة لم تُفزع أحدًا بما يكفي لإنقاذها.

هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد أرقام في إحصائيات الكوارث، بل هم أرواح صغيرة كانت تحلم، وتخطط، وتعيش. تحت الأنقاض، بين الحطام، وفي ظلام دامس، يقاومون الموت بأصواتهم، لكن ضعف الإمكانات، وتأخر الاستجابة، وانعدام التنظيم، يجعل هذه الأصوات تُطمر مع الحطام، وكأنها لم تكن.

لا شيء يمكن أن يعبر عن الألم الذي يعتصر القلوب حينما يتلاشى صوت طفل كان ينادي على أمه، أو يستغيث بحثًا عن من ينقذه. هذه اللحظات تكشف ضعف الإنسانية أمام المآسي، وتجعلنا نتساءل: لماذا لا يتحرك العالم بالسرعة الكافية لإنقاذ الأرواح؟

المأساة ليست فقط في الكارثة ذاتها، بل في غياب الإرادة العالمية للعمل سريعًا لإنقاذ من يمكن إنقاذهم. ربما يتطلب الأمر إعادة التفكير في كيفية الاستجابة للأزمات، وتطوير فرق إنقاذ مدربة ومجهزة بشكل أفضل للوصول إلى الضحايا في أسرع وقت ممكن.

بين الأنقاض، تُدفن أحلام وأصوات وصراخات، ويُكتب تاريخ جديد للألم الإنساني. لكن هذا الصمت الذي يخيم بعد اختفاء الأصوات يجب أن يدفعنا للعمل. فكل صوت يختفي تحت الركام هو وصمة على جبين الإنسانية، وإشارة إلى ضرورة تغيير ما يمكن تغييره.

دعونا لا نترك أصوات الأطفال تُنسى أو تُطمس. دعونا نتحرك لنكون صوتهم حين يصمتون، وأملهم حين يفقدون الأمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce