حدثت انقسامات جديدة داخل النخبة السياسية الفرنسية حول مرشحة الائتلاف لتولي رئاسة الوزراء لوسي كاستيتس بعد تصريحاتها الأخيرة التي أثارت انتقادات.

وكانت مرشحة الجبهة الشعبية الجديدة لليسار لمنصب رئيس الوزراء لوسي كاستيتس، كشفت في مقابلة مع مجلة “باري ماتش” الفرنسية أنها مثلية، وأنها متزوجة من امرأة.

وأثارت تلك التصريحات موجة من الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، ومن شخصيات سياسية منها يسارية.

وقالت عضوة البرلمان الأوروبي والوزيرة السابقة ناتالي لوازو، إن “الكشف عن مثليتك الجنسية في فرنسا في عام 2024 لا يزال أمرًا وحشيًّا”.

وأوضحت ناتالي لوازو، الرئيسة السابقة لقائمة ماكرون في انتخابات 2019، في تغريدة: “بالنسبة لي، كانت السياسة تنطوي على التقدير الذاتي وخدمة الآخرين وخوض الانتخابات، ولكن هذا كان من قبل، أما الآن فإن عرض الحياة الشخصية وسيلة لجعل شخصية غير معروفة للعامة مشهورة”.

وأضافت لوازو في منشور آخر على “إكس”، إن “الأمر لا يروقني، بل هو عرض الحياة الخاصة لشخص مجهول، لوسي كاستيتس تحاول عرض حياتها الشخصية المثيرة للجدل”.

وتابعت: “أما بالنسبة للمقارنات مع الوزراء الذين كشفوا عن ميلوهم المثلية مثل كليمان بون، أو رئيس الوزراء المستقيل غابرييل أتال أو ستيفان سيغورني أو أوليفييه دوسوبت، فهم مثليون جنسيًّا علنًا، ولكنهم لم يصرحوا بذلك أمام وسائل الإعلام، ولم يخلطوا بين السياسية وحياتهم الشخصية خلال مدة اختيارهم”.

من جانبه، قال ديفيد ألفاند زعيم مجموعة حزب الجمهوريين (يمين)، على منصة “إكس”: “بصراحة، انظروا كم أنا متحمس، حتى إنني متزوج من امرأة”، معربًا عن أسفه عن تصريحات لوسي كاتستس.

وأضاف: “هيا يا سيدة لوسي كاستيتس، أنهي صيفك وسأكون سعيدًا بلقائك في بداية جلسات البرلمان، لمناقشة ميزانية 2025 لمدينة باريس”.

من جهتها، قالت رئيسة تحرير مجلة “لوبوان” الفرنسية، جيرالدين ووسنر: “قبل عشرة أيام، مُنع الصحفيون من الحديث عن ذلك (مثلية لوسي كاستيتس). أتساءل ما الذي تغير فجأة وجعلها تتحدث”.

إلى ذلك، قال زعيم اليسار عن حزب فرنسا الأبية مانويل بومبارد، إنه “عندما اقْتُرِح اسم لوسي كاستيتس في صفوف ائتلاف اليسار أجاب: “من هذه؟ لا أعرفها”

وقد كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن “بومبارد ليس الوحيدة من ائتلاف اليسار الذي لم يكن يعرفها من قبل، إذ لجأ كثير من اليساريين المشاركين في التحالف إلى محرك البحث غوغل لمعرفة من هي لوسي كاستيتس؛ لأنها غير معروفة فعلًا لدى كثيرين”.

في المقابل، قال السيناتور الشيوعي إيان بروسات، إن “البلهاء الذين يكررون أننا علينا التحدث عن أنفسنا في وسائل الإعلام لجعل الناس يتحدثون عنا، إذا تعرضوا إلى عُشر الإهانات عندما نتخذ هذه الخطوة، فسوف يغيرون رأيهم بسرعة كبيرة”.

من جهته، قال ديفيد بيليارد نائب حزب البيئة والخضر في مجلس مدينة باريس، إن “المثلية أمر شخصي للغاية، واختياره يعود إلى الشخص المعني نفسه، ولكن ليس علينا الخلط بين السياسة والحياة الشخصية”

Share.
Exit mobile version