بالأرقام والخرائط.. إسرائيل تدمّر الجنوب وتقرير يكشف حجم الاضرار
بالأرقام والخرائط.. إسرائيل تدمّر الجنوب وتقرير يكشف حجم الاضرار
كشف تحليل لـ”بي بي سي” حجم الأضرار التي لحقت ببلدات جنوب لبنان وإسرائيل الحدودية بعد تسعة أشهر من القتال بين حزب الله وإسرائيل.
وتظهر صور الأقمار الصناعية وصور الرادار وسجلات النشاط العسكري أن مجتمعات بأكملها قد نزحت، وتضررت آلاف المباني ومساحات واسعة من الأراضي على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
ويكشف التحليل أن أكثر من 60% من المجتمعات الحدودية في لبنان قد عانت من نوع من الضرر نتيجة للغارات الجوية والمدفعية الإسرائيلية. اعتبارًا من 10 تموز. وتعرض أكثر من 3200 مبنى لأضرار.
وتشير خريطة الدمار إلى أن عيتا الشعب تعرضت لقصف واسع النطاق، حيث وقع ما لا يقل عن 299 هجوماً منذ تشرين أول، وفقاً لمنظمة أكلد.
خريطة توضح الدمار في عيتا الشعب
وتعرضت المباني الواقعة على طول الطريق الرئيسي للمدينة، بما في ذلك المطاعم والمحلات التجارية، لأضرار كبيرة.
بالتوازي، تم استهداف كفركلا بأكثر من 200 هجمة، بحسب موقع أكلد، ما أدى إلى تدمير العديد من المتاجر والأسواق ومحلات الخدمات في مركز البلدة.
مبان مدمرة في كفركلا
كما تعرضت بليدا للقصف نحو 130 مرة على الأقل منذ تشرين الأول، ما أدى إلى تدميرالعديد من المباني بالإضافة إلى صيدلية.
خريطة توضح الدمار في بليدا
وتركزت الأضرار في الجزء الأوسط من البلدة حيث تقع الخدمات والمتاجر والمرافق الرئيسية.
وتقول الدكتورة بوركو أوزجيليك، الباحثة في أمن الشرق الأوسط في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن إسرائيل تستهدف البلدات في المنطقة الحدودية لأن هذه هي المناطق التي تعتقد إسرائيل أن حزب الله موجود فيها.
وأضافت الباحثة أن “إسرائيل تعتقد أن لديها ما يكفي من الأدلة الموثقة على وجود شبكة من التحصينات والأنفاق في محيط المنازل”.
وقالت إن إسرائيل تستهدف هذه المنطقة لإرسال رسالة إلى حزب الله مفادها أنه “لا ينبغي أن يكونوا هناك”.
وتضيف أوزجيليك “أن حزب الله سيجد أنه من غير المعقول إخلاء هذه المناطق”.
وتكمل أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول إيجاد حل وسط، مثل إقناع حزب الله بالانسحاب أربعة أميال من الحدود. وقد رفض حزب الله ذلك.
وقال الجيش الإسرائيلي لبي بي سي إنه نفذ ضربات ضد أهداف عسكرية “لإزالة التهديد الذي يشكله حزب الله على إسرائيل ومواطنيها ومنازلهم”.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، تم أيضاً تدمير المباني في شمال إسرائيل بسبب الضربات من جانب حزب الله.
وفقًا لمديرية الأفق الشمالي التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، حتى 23 حزيران، كانت هناك تقارير عن تضرر 1,016 وحدة سكنية منذ بداية التصعيد، مع 75% من الأضرار الناجمة عن صواريخ وقذائف ومسيرات تابعة لحزب الله. والباقي بسبب أنشطة القوات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة.
لكن تدمير الأراضي النباتية والزراعية كان جلياً في هذه المنطقة.
حرائق كبيرة مشتعلة بالقرب من كتسرين/ قصرين
وحسب الأرقام، تم حرق مساحات هائلة من الأراضي في كلا البلدين، لكن بي بي سي تقدر أن إسرائيل ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل كانت الأكثر تضرراً، حيث تأثر حوالي 55 كيلومتراً مربعاً من الأراضي، مقارنة بـ 40 كيلومتراً مربعاً في لبنان.
ويظهر نمط الأضرار أن العديد من المناطق المحروقة تقع بعيدًا عن الحدود، مما يعكس استخدام حزب الله لأعداد كبيرة من الأسلحة غير الموجهة. وقد تم إطلاق هذه الصواريخ على مناطق مدنية وقواعد عسكرية ليست بجوار الحدود مباشرة. وإذا اكتشف نظام القبة الحديدية الإسرائيلي المضاد للصواريخ أن الصواريخ لن تسقط في مناطق مأهولة بالسكان، فإنه لا يعترضها، ويترك الصواريخ تهبط في العراء.
ويؤدي ذلك إلى أضرار جسيمة في والأراضي الزراعية والغابات. وقالت أوزجيليك إن ذلك متعمد من جانب حزب الله.
وتضيف أن “حزب الله يسعى إلى خلق الفوضى ومستوى من انعدام الأمن بين السكان الإسرائيليين مما يخلق نقطة ضغط على الحكومة الإسرائيلية”.
وأضافت الدكتورة أوزجيليك أن حجم إخلاء السكان الإسرائيليين لهذه المناطق غير مسبوق.
ويتضح حجم الأضرار من خلال صور مستوطنة كتسرين في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. وظهرت مساحة شاسعة من الأراضي المحترقة، أكبر من المستوطنة نفسها، بعد وابل من الصواريخ أصاب المنطقة في أوائل حزيران. (بي بي سي)