زيارة خليل إلى قطر بين الميدان والرئاسة
زيارة خليل إلى قطر بين الميدان والرئاسة
بعد ايام على مغادرة كبير مستشاري الرئيس الاميركي آموس هوكشتاين بيروت، زار النائب علي حسن خليل الدوحة وعقد لقاءات مع المسؤولين القطريين. فما هي دلالات الزيارة وما الادوار التي اضطلعت بها الدوحة خلال الازمات اللبنانية؟
لم تكن زيارة المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري للدوحة عادية.
وعلى رغم التكتم الشديد الذي أحاط بالزيارة الخاطفة لخليل للدوحة، فإن المعطيات تفيد بأنه اعاد التأكيد على اهمية الحوار الداخلي لانجاز الاستحقاق الرئاسي، وهو ما سبق للرئيس بري ان دعا اليه حتى قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وتحديداً في خطابه الشهير في صور في ذكرى تغييب الامام السيد موسى الصدر في 31 آب عام 2022، إذ دعا الى التلاقي والتحاور لانجاز الاستحقاق. وبعد عام اعاد في الذكرى عينها ومن بيروت التأكيد على اهمية الحوار وذلك بعد 12 جلسة انتخابية غير موفقة لاختيار رئيس للبلاد.
اما القضية الابرز خلال لقاءات خليل في الدوحة فكانت المفاوضات بشأن وقف العدوان الاسرائيلي على غزة، ولا سيما ان موقف اكثر من طرف اساسي معني بالاستحقاق الرئاسي يقيم على معادلة مفادها ان استمرار العدوان على غزة يحتم استمرار انخراط لبنان في معركة مساندة القطاع، وان اي بحث في ترتيبات امنية على الحدود الجنوبية مرحب به ولكن بعد وقف العدوان الاسرائيلي على غزة الذي دخل شهره السادس.
ونظراً الى الدور الذي تقوم به الدوحة في المفاوضات لوقف العدوان، كان من البديهي ان يطّلع خليل من المسؤولين القطريين على ما وصلت اليه تلك المفاوضات، ولا سيما ان لبنان معني بها وإن كان ليس شريكاً فيها، إذ ان عودة الهدوء الى غزة تعني وبشكل تلقائي عودته الى الحدود الجنوبية.
دور قطري لافت في لبنان
لم تكن قطر لاعباً اساسياً على الساحة اللبنانية قبل العام 2006 على رغم العلاقة الوطيدة التي تربط بيروت بالدوحة. لكن الدور القطري قفز الى الواجهة خلال عدوان تموز 2006، إن من خلال كسر الحصار على لبنان بعد استهداف مطار بيروت بعدوان اسرائيلي صبيحة 13 تموز من العام نفسه، لتكون اول طائرة تحط على مدرجاته آتية من الدوحة.
ومن ثم اضطلعت الدوحة بدور رئيسي في اعادة اعمار 4 بلدات جنوبية هي بنت جبيل، وعيناثا، وعيتا الشعب، والخيام، فضلاً عن اعادة اعمار عشرات دور العبادة والمراكز الدينية والاجتماعية في اكثر من بلدة جنوبية.
وهذا الدور لم يتوقف مع بدء اطول اعتصام في تاريخ لبنان ضد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة والذي استمر من اول كانون الاول 2006 الى 20 ايار 2008 مع الاعلان عن “اتفاق الدوحة”، ومن ثم انهاء فترة الشغور الرئاسي الذي استمر من 24 تشرين الثاني 2007 حتى 25 ايار 2008 مع انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية بتصويت 118 نائباً له في تلك الجلسة الشهيرة.
واتكاءً على ذلك الدور القطري جاء الاهتمام اللبناني بما تقوم به الدوحة في هذه الفترة، ولا سيما انها عضو في اللجنة الخماسية التي استعادت زخمها في الفترة الاخيرة على رغم استمرار العدوان على غزة وكذلك استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على المدن والبلدات والقرى اللبنانية خصوصاً في الجنوب.
الغاز ودخول قطر
عندما انسحبت شركة”نوفاتيك” الروسية من “الكونسورسيوم” المؤلف من “توتال انيرجي” الفرنسية، و”ايني” الايطالية، حجزت قطر مكاناً لها في ذلك “الكونسورسيوم” من خلال شركتها وباتت شريكة في اعمال التنقيب عن الغاز في البلوكات البحرية اللبنانية. وهذا الامر لم يكن ليتم لولا العلاقة الجيدة التي تربطها بالاطراف اللبنانية على رغم الخصومة المستمرة بينها في الاستحقاقات المفصلية وفي مقدمها ملف الانتخابات الرئاسية.
المصدر – النهار