دعم بايدن لإسرائيل ليس “شيكاً مفتوحاً”.. وقد يتغيّر؟
“عندما قال بايدن نحن سنقف إلى جانب إسرائيل كتفاً بكتف، فإنه قصد ذلك، وعندما قال نحن سنهتم بكل احتياجات إسرائيل، هو سيفي بذلك”.
بهذه التأكيدات بدأ المحلل السياسي ألون بنكاس مقاله في صحيفة “هآرتس”، لكنه رأى أن “بايدن يحب إسرائيل بشكل عميق وانفعالي، حتى لو كان رأي نتنياهو سلبياً جداً، رده الأولي لم ينبع من اعتبارات استراتيجية أو مصالح سياسية أميركية أو تفكير جيوسياسي أو الجدوى السياسية، بل من خلال الصداقة والقلق”، وأضاف “بايدن أيضاً لا ينفعل وهو غير قلق من تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما سأل: لماذا حاملة طائرات أميركية قريبة من إسرائيل؟ هي ستشارك في المذبحة في غزة، بايدن يؤيد إسرائيل لأنه يحب الدولة ولأن محاربة الإرهاب هي سياسة علنية مشتركة لها وللولايات المتحدة، على الأقل منذ أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة”.
إلا أن بنكاس لفت إلى أنه “في الوقت الذي حرك فيه بايدن المشاعر والقيم، فإن المحيطين به يبحثون في شأن المصالح الأميركية والسيناريوهات التي يمكن أن تتطور في الشرق الأوسط”.
لكن بنكاس حذّر المسؤولين “الإسرائيليين” من الإفراط في الرهان على الدعم الأميركي بالقول “لا تخطئوا، لا يوجد لإسرائيل شيك مفتوح للقيام بما تريد. في نهاية الأمر بايدن هو رئيس الولايات المتحدة، توجد له حسابات ومصالح واعتبارات سياسية ومعلومات استخبارية، آخر ما تريده الولايات المتحدة هو الانجرار إلى مواجهة في المنطقة، الدعم الجارف لإسرائيل يمكن أيضاً أن يتغير في الأسابيع القريبة المقبلة، وهذا خاضع للتطورات في غزة وللعلاقة المباشرة بالتصعيد، سواء بسبب درجة القتل في الهجمات على غزة أو بسبب اتساع رقعة المواجهات”.
وشدّد بنكاس على أن “مهمة القوات البحرية والجوية الأميركية الضخمة، التي تكمن في مجموعة حاملة الطائرات، ليست تدمير غزة أو الدفاع عن حيفا وأشدود”.
ورأى أن الهدف من مجيء حاملة الطائرات الأميركية سياسي وله أربعة دوافع:
الأول هو الإعلان عن الوقوف إلى جانب الحلفاء، وتعزيز التحالف مع اليابان ومع كوريا الجنوبية، والتزام بايدن الدفاع عن تايوان، وبناء تحالفات في حوض المحيط الهندي ـ الهادئ.
الثاني، هذا وقوف علني، حتى لو كان رمزياً، إلى جانب “إسرائيل” التي تعد حليفة مهمة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، هذا تحذير واضح للاعبين في المنطقة، بالأساس لإيران، بألا تحاول توسيع المواجهة.
الثالث، تشكل حاملة الطائرات إشارة واضحة لروسيا التي تعتبرها واشنطن “قوة محركة” و”قوة إلهام” للهجوم القاتل الذي شنته “حماس” السبت الماضي، الولايات المتحدة تقول لبوتين، تدخلك غير المباشر معروف، ومحاولتك حرف الأنظار عن أوكرانيا واضحة، وعلاقتك مع إيران وتوابعها واضحة.
الرابع، هذه رسالة لدول الخليج تقول “لا تخطئوا، الولايات المتحدة حليفة لإسرائيل وهي تلتزم حلفاءها”.
وأضاف بنكاس أن “التغيير المحتمل في سياسة الولايات المتحدة سيكون تدريجياً، وسينبع من حجم الرد الإسرائيلي في غزة”.
وتابع “الدعم الرئيس سيبقى، لكن ليس لكل السياسات، كلما كانت الضربة المضادة لإسرائيل أكثر شدة وقتلاً وأطول وقتاً، وكلما رواية ‘المواجهة في العالم ستتوازن’، فسيكون من المتوقع أن تطلب الولايات المتحدة ضبط النفس وتستخدم الضغط”.
ورأى بنكاس أنه “يمكن الافتراض بأنهم في وزارة الخارجية وفي مجلس الأمن القومي الأميركي بدأوا يفكرون باليوم التالي من ناحية علاقات إسرائيل والفلسطينيين، ليس بالتحديد باتجاه حكومة نتنياهو نفسه”.
وختم بالتأكيد على أنه “في هذه المرحلة دعم بايدن، دعم كاسح، لكن يمكن الافتراض بأنه لن يستمر”.