“أوتيل ديو” و”الجامعة اليسوعية” يحملان الشعلة من بيروت إلى ليماسول
“أوتيل ديو” و”الجامعة اليسوعية” يحملان الشعلة من بيروت إلى ليماسول
كتبت Liliane Mokbel لـ”Ici Beyrouth”:
يستعد مستشفى “أوتيل ديو دو فرانس” (HDF) الجامعي لتوسيع نشاطه وصولًا إلى مدينة ليماسول في قبرص، وذلك في إطار مشروع طموح يجمع بين مستشفى حديث وكلية طب تابعة للجامعة اليسوعية (USJ)، لتلبية الحاجة المتزايدة للرعاية الصحية المتخصّصة في قبرص، والتي تعاني بالفعل من نقصٍ في هذا النوع من الخدمات.
القطاع الصحي بحاجة للتطوير
ويشهد القطاع الصحي القبرصي إعادة هيكلة شاملة، حيث أنفقت وزارة الصحة القبرصية عام 2023، أكثر من 25 مليون يورو على علاج المرضى في الخارج، بسبب ضعف الخدمات المتخصصة والنقص في شهادات الاعتماد الدولية في المجال الصحي.
وفي هذا السياق، يبرز المشروع اللبناني كحلٍ عملي وكخطةٍ واعدةٍ تسدّ هذا العجز من خلال خدمات طبية عالية المستوى ضمن نموذج مستدام مستوحى من الخبرات اللبنانية.
استثمار استراتيجي قيّم
وحسب المدير العام لمستشفى “أوتيل ديو” نسيب نصر، يرتكز المشروع الذي ينفذ بالشراكة مع مجموعة من المستثمرين من القطاع الخاص إلى دراسة جدوى أعدّتها شركة “PwC” العالمية. وستتولى شركة قبرصية محلية تنفيذ البناء، فيما يشرف “أوتيل ديو” على الجوانب الطبية والفنية. ومن المتوقع أن تنتهي التراخيص خلال عام، وأن يبدأ المستشفى العمل في أوائل عام 2029.
ويجري العمل حاليًا على التصاميم المعمارية، حيث يتوقع الحصول على التراخيص خلال عامٍ واحدٍ، على أن يفتح المستشفى العصري والمتكامل أبوابه بداية عام 2029.
مستشفى من الجيل الجديد في ليماسول
المستشفى الجديد سيُشيّد وفق معايير بيئية متقدمة، وسيتضمن: مراكز جراحية متطورة، تقنيات طبية مدعومة بالذكاء الاصطناعي،
أقسام متخصصة في الطب النفسي وأمراض القلب وجراحة العظام والطب العام.
كما سيتمّ إنشاء كلية طب تابعة للجامعة اليسوعية في قبرص، للمساهمة في تدريب كفاءات طبية في منطقة تعاني من نقصٍ في الأطباء والممرضين المؤهلين.
قبرص… وجهة ناشئة للاستثمار في القطاع الصحي
هذا المشروع يندرج ضمن موجةٍ أوسع من الاستثمارات الأجنبية في القطاع الصحي القبرصي.
فقد استحوذت مجموعات مثل “CVC Capital” و”ECM Partners” على عددٍ من المستشفيات في نيقوسيا، مثل “Apollonios” و”Aretaios” و”American Medical Center”، ما بين عامي 2021 و2024.
وتُعدّ قبرص وجهةً جاذبةً بفضل بيئتها المالية المستقرة. وهذا ما ترجم في تقييم وكالة “موديز” في نوفمبر 2024، حيث رفعت التصنيف الائتماني لقبرص من Baa2 إلى A3، بفضل الإصلاحات الاقتصادية والإدارة المالية الناجحة في البلاد