الطريق إلى السلاح عبر مسقط أو روما أم بيروت؟
الطريق إلى السلاح عبر مسقط أو روما أم بيروت؟
كتب عارف العبد في “اللواء”:
بالرغم من أهمية وقوة الانقلاب الفجائي، غير المتوقع، الذي نفذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حين زاره في البيت الأبيض في زيارته الأخيرة، وفيما كان الجيش الأميركي يعزز وجوده العسكري في الشرق الأوسط، ومنطقة المحيط الهندي تمهيدا لضرب إيران وتحضير الأسلحة القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض، أعلن الرئيس ترامب، خلال اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي عن افتتاح مفاوضات بين بلاده وإيران حول قضية البرنامج النووي الإيراني.
هذه النتيجة، لم تكن في حسبان نتنياهو، الذي كان اعد نفسه وجمهوره وجيشه، انه سينتزع من ترامب قرار الحرب على إيران، بالتوازي مع استمرار حربه على الشعب الفلسطيني، في غزة والضفة الغربية والقدس.
لكن مزاجية ترامب وأولويته، قلبت التوقعات في أكثر من اتجاه في المنطقة. فهو أولا رفض تخفيض الرسوم الجمركية التي فرضتها بلاده على إسرائيل، وبدل أن يرجح خيار الحرب على إيران، فضل استخدام الدبلوماسية والتفاوض كحل أخير.
ولهذا انطلقت المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في العاصمة العمانية مسقط ومن ثم للمتابعة في روما.
كل الخطط التي كانت وضعتها إسرائيل لضرب إيران، وحضرت نفسها لتنفيذها، جمدت ووضعت على رف التريث المؤقت حاليا.
هذا التريث، في التعاطي مع ملف إيران وسلاحها النووي، وقع مثله في لبنان. اختلط الأمر على أطراف كثيرة، حيث اعتقد البعض وهم كثر، أن الضربة على إيران قادمة وبالتالي فان ما يسري على إيران في المنطقة قد يطبق على حزب الله في لبنان.
وقد تكون اندفاعة بعض الأطراف نحو طرح شعار ومطلب نزع سلاح حزب الله بسرعة وحالا، ووفق جدول زمني محدد، مرتبطة بحسابات مفادها أن ضربة عسكرية إسرائيلية أمريكية قد توجه لإيران، وبالتالي فانه من المناسب التوجه بقوة، نحو تفعيل خيار نزع سلاح حزب الله في الداخل، ووضعه موضع التنفيذ العملي المستعجل.
بالتوازي مع هذه التوجهات، ثمة تيار وقوى داخلية في السلطة اللبنانية والعهد الجديد، تشكلت وتقاطعت بين رغبات رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، كل بطريقته، ومعهما مجموعة من الوزراء، رات انه إذا كانت الولايات المتحدة، تفضل تغليب منطق التفاوض مع إيران، لماذا علينا الاندفاع نحو مواجهة إرغاميه الزامية مع حزب الله بما تحمله من اكلاف ومخاطر ومنزلقات، تحت شعار نزع السلاح، فيما العلاقة الأمريكية الإيرانية قابلة لأكثر من احتمال وخصوصا في ظل التفاوض.
انطلاقا من ذلك، يمكن تفسير أسباب ارتفاع حدة التوتر واللهجة من القوات اللبنانية، ورئيسها الدكتور سمير جعجع، الذي طرح وبشكل علني ومتكرر مسالة وضرورة حسم موضوع سلاح حزب الله ووضع جدول زمني محدد له.
والظاهر أن هذا الأمر قد ظهر وفهم من كثر، وكأنه في إطار المزايدة والضغط على رئيس الجمهورية، الذي استخدم تعابير وتوجهات فيها تغليب الحوار مع حزب الله لحل مسالة السلاح. فيما لاقاه الرئيس نواف سلام بالقول إن مسالة حصر مسالة السلاح بيد الدولة ومصير السلاح غير الشرعي، سيطرح على طاولة مجلس الوزراء في اقرب فرصة. طبعا وقد ظهر ذلك على لسان وزراء في الحكومة شنت عليهم القوات اللبنانية حملة قاسية سياسية وإعلامية.
في كل الأحوال يبدو أن هذا الملف، لن يقفل أو يصل إلى خواتيمه بسهولة وسرعة كما يفضل البعض.
حزب الله من الواضح انه انتقل إلى لعبة توزيع الأدوار وتنويع اللهجات والمقاربات، بهدف كسب الوقت وإبعاد كاس موضوع السلاح عنه في أكثر من طريقة ووسيلة.
غالب أبو زينب عضو المجلس السياسي للحزب قال، في حديث تلفزيوني إن موضوع السلاح غير مطروح بتاتا على الحزب، وهو لا يفكر فيه ولا يمكن طرحه الأن ولا في المستقبل.
محمود قماطي استرجع لغة الاستقواء والتهديد وقطع الأيدي والرؤوس، من دون أن ينتبه أن لبنان قد بات في خضم تحولات كثيرة، لم تعد تتقاطع وتتوافق، مع الظروف والمعطيات السابقة، في التهديد والوعيد واستخدام السلاح. فلم يعد بإمكان الحزب العودة إلى الوراء، أو إعادة عقارب الساعة إلى ما كانت عليه سابقا، والا وقعت انتكاسات خطيرة لا تحمد عقباها، ولا يمكن تصحيحها. فيما علي فياض وحسن فضل الله يتقدمان بمقاربات مختلفة الحدة واللهجة.
لم يعد هناك مجال امام حزب الله للمناورة والتلاعب على الموازين.
إيران نفسها تفضل التفاوض السلمي مع امريكا على المواجهة.
حد أدني من المراجعة الجادة والعاقلة، يفضي إلى نتيجة طبيعية تقول، ان دور سلاح حزب الله الاقليمي على شاطئ المتوسط بإدارة إيران الابتزازية، قد انتهى من دون رجعة.
قبل يومين وفيما اخبار جولات المفاوضات الايرانية الامريكية طاغية ومسيطرة، أعادت الولايات المتحدة الامريكية، تزويد اسرائيل بكمية ضخمة من الصواريخ والقنابل الخارقة للتحصينات.
رئيس الجمهورية جوزاف عون أعلن إبان زيارته إلى قطر، ان العام الحالي 2025، سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة، فاي طريق سيسلك وكيف سيصل الى تطبيق هذا الشعار والوعد؟
هل سينتظر نتائج المفاوضات مع إيران؟ في مسقط أو روما أم ستكون هناك تطورات غير منتظرة؟.