أخبار محلية

في حربها ضد “التيار”… القوات تتحالف مع “المحور”

في حربها ضد “التيار”… القوات تتحالف مع “المحور”

في مشهد يعكس انقلابًا على الخطاب السياسي الذي لطالما تبنّته، تخوض القوات اللبنانية “حرب إلغاء” ضد التيار الوطني الحر، لا تتوانى خلالها عن التحالف مع من كانت تصفهم بالأمس القريب بأنهم “أدوات المحور”، ولا تتردّد في رمي كل شعاراتها جانبًا مقابل تحقيق مكاسب انتخابية ظرفية.

ففي سبيل تضييق الخناق على “التيار”، تسير القوات في مسار سياسي لا يعترف بثوابت ولا بمبادئ، إذ لا ضير لديها في التنسيق مع شخصيات لطالما اتهمتها بأنها على تماس مباشر مع “محور الممانعة”، على غرار النائب فريد الخازن في كسروان، وسمير عازار في جزين، في سلوك يكشف حجم التناقض بين ما تعلنه القوات وما تمارسه على الأرض.

ما يجري اليوم هو أبعد من مجرد تنافس انتخابي، بل هو محاولة صريحة لإقصاء التيار الوطني الحر من البيئة المسيحية، عبر تحالفات هجينة لا تمتّ إلى خطاب القوات السياسي بصلة. وهو ما يطرح تساؤلات جوهرية حول مدى التزامها بشعارات السيادة والاستقلال التي طالما رفعتها، والتي تبدو اليوم خاضعة لمنطق الانتهازية السياسية.

في سبيل إضعاف “التيار”، تُظهر القوات استعدادًا للتحالف حتى مع من كانت تصنّفهم في خانة “العدو السياسي”، لا بل العدو الوجودي، وهي بذلك تمارس أقصى درجات التناقض، وترسم لنفسها صورة الحزب المستعد لفعل أي شيء من أجل تحجيم خصمه، حتى لو تطلب ذلك هدم ما بنته من خطاب على مدى سنوات.

ووفق مصادر مطلعة، فإن القوات اللبنانية لا تتردّد في “التحالف مع الشيطان” ما دام الهدف هو كسر التيار الوطني الحر.

الانتقاد اليوم لا يقتصر على الخصوم، بل يطال جمهور القوات نفسه، الذي يرى في هذه التحالفات سقوطًا سياسيًا وأخلاقيًا لمشروع طالما تباهى بصفاء خياره السياسي. أما في الواقع، فقد تبيّن أن الغاية تبرّر الوسيلة، وأن “المحور” لم يعد محرّمًا… بل صار حليفًا عند الحاجة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce