اقليمي

على ماذا يُراهن “حزب الله”؟

على ماذا يُراهن “حزب الله”؟

فيما بدأ وزراء ونواب “القوّات اللبنانيّة” بالمُطالبة بأنّ يكون السلاح في عهدة الجيش، أعلن نائب المجلس التنفيذيّ في “حزب الله” الشيخ علي دعموش، أنّه “لا يُمكن حصر السلاح بيدّ الدولة في ظلّ الإحتلال الإسرائيليّ”، في ردٍّ مباشر على الداعين في هذه الفترة الحساسة التي تمرّ بها البلاد، إلى مُعالجة موضوع الإستراتيجيّة الدفاعيّة وسط الخروقات والإعتداءات الإسرائيليّة على لبنان والمدنيين والقرى اللبنانيّة.

وأشار دعموش في تصريحه بوضوح إلى أنّ “حزب الله” غير مُوافق وليس مستعدّاً ولا يُريد تسليم سلاحه، بينما البلاد ترزح تحت الإحتلال، في حين تعمل الحكومة الإسرائيليّة على زيادة مكاسبها الميدانيّة، عبر قضم الأراضي في سوريا وفلسطين ولبنان. كذلك، أعلن المسؤول عينه في “الحزب”، عن رفض التطبيع مع إسرائيل، داعياً الدول المعنيّة أيّ الولايات المتّحدة الأميركيّة وفرنسا المولجتين بمُراقبة إتّفاق وقف إطلاق النار إلى الضغط على تل أبيب، ومُمارسة دورهما، لأنّ “المُقاومة” مُلتزمة بالقرار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024، في المقابل، لا يزال العدوّ يخرقه كلّ يومٍ، ويستبيح الأجواء والبلدات اللبنانيّة.

ولا يزال “الحزب” يُؤمن بأنّ الديبلوماسيّة غير كافية للضغط على إسرائيل للإنسحاب من

الأراضي اللبنانيّة المُحتلّة، لكنّه أوكل مهمّة “المقاومة السياسيّة” إلى الدولة، لأنّه غير قادر عسكريّاً على تحرير النقاط التي لا يزال العدوّ موجوداً فيها، بعد قطع طرق الإمداد من سوريا، وتشديد الرقابة في المطار على الأموال الآتيّة من إيران إليه.

إلّا أنّ “حزب الله” يأخذ حذره أيضاً من العمل الديبلوماسيّ، فإذا نجحت الدولة في حثّ إدارة دونالد ترامب وفرنسا وبريطانيا على مُساعدة الجيش في بسط سيطرته على كامل الحدود اللبنانيّة، وعبر الطلب منها بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانيّة في مقابل دعم وتعزيز القوى المسلّحة، فإنّ هذا الأمر قد يعني أنّ رهان “الحزب” قد سقط، وأنّ لبنان الرسميّ قادر عبر الإتّصالات الدوليّة على دفع العدوّ إلى العودة إلى داخل فلسطين المحتلّة.

وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ “حزب الله” يُعارض أنّ يكون هناك اتّصال ديبلوماسيّ مباشر بين لبنان وإسرائيل، لأنّه يعتبر أنّ هذا الموضوع يُشكّل مُقدّمة للتطبيع مع العدوّ، وهو يُصرّ أنّ تقوم لجنة مُراقبة إتّفاق وقف إطلاق النار بلعب دورها الفعّال، في تطبيق القرار ووقف الإعتداءات الإسرائيليّة.

وترى أوساط سياسيّة أنّ إسرائيل أحرجت “الحزب” عندما أفرجت عن 5 أسرى لبنانيين قبل أيّام، فـ”حزب الله” تحرّك عسكريّاً عام 2006 واستهدف دوريّة إسرائيليّة ما تسبّب في وقتها في دخول البلاد في حربٍ مع العدوّ، بعدما كان هدفه أسر جنود إسرائيليين ومبادلتهم بسجناء لبنانيين. أمّا ما جرى هذا الأسبوع، فيدلّ على أنّ إتّصالات رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون تكلّلت بالنجاح مع الغرب، فعمدت الحكومة في تل أبيب إلى الإفراج عن لبنانيين اعتُقِلوا بعد وقف الحرب في الجنوب.

وتُضيف الأوساط السياسيّة أنّ “الحزب” يُريد أنّ تنجح الجهود الديبلوماسيّة في دفع الإسرائيليين إلى الإنسحاب من الجنوب وترسيم الحدود وإطلاق سراح أسراه، كيّ لا يدخل في مُواجهة جديدة مع الجيش الإسرائيليّ، غير أنّه في المقابل يخشى من أنّ تُؤدّي حركة الإتّصالات بين لبنان والدول المعنيّة بملف وقف إطلاق النار إلى رفع الشرعيّة عن سلاحه وحقّه في المُقاومة، إضافة إلى التطبيع مع إسرائيل إنّ تمّ حلّ الخلافات الحدوديّة كافة.

المصدر – لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce