رسالة من ترامب إلى طهران لِإعادة رسم مسار العلاقات!
رسالة من ترامب إلى طهران لِإعادة رسم مسار العلاقات!
في ظل التوترات السياسية والاقتصادية المستمرة، تلقّت طهران رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تحمل إشارات قد تساهم في إعادة رسم مسار العلاقات بين إيران والولايات المتحدة.
الرسالة، التي أُرسلت إلى مجلس الأمن القومي الإيراني، تمثل تطورًا مهمًا في العلاقة بين البلدين، وتفتح باب التساؤلات بشأن احتمالات التفاوض مستقبلاً.
لكن يبقى التساؤل الأبرز: هل يمكن أن تقبل طهران بمثل هذه المبادرة في ظل سياسة “الضغوط القصوى” التي تنتهجها واشنطن؟
وفي هذا السياق، أشار المحلل السياسي محمد صالح صدقيان، في حديثه لقناة “سكاي نيوز عربية”، إلى أن طهران تتعامل مع هذه الرسالة بحذر شديد، مضيفًا أن القيادة الإيرانية لا تزال متمسكة بموقفها الرافض للتفاوض مع واشنطن قبل رفع العقوبات أولًا.
وأوضح صدقيان أن الرسالة الأميركية تركز على محورين رئيسيين: البرنامج النووي الإيراني، وما يرتبط به من هواجس دولية، بالإضافة إلى النفوذ الإيراني في المنطقة.
ووفقًا له، فإن الرسالة تكشف عن موقف مزدوج للولايات المتحدة، حيث تسعى واشنطن من جهة إلى فتح باب التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني، لضمان طابعه السلمي، ومن جهة أخرى، تطالب بضمانات واضحة تحدّ من النفوذ الإيراني الإقليمي، ولا سيما دعمها لما يعرف بـ”محور المقاومة”.
وفي هذا الإطار، يرى صدقيان أن إدارة ترامب وحلفاءها الغربيين يسعون إلى انتزاع ضمانات ملموسة بشأن نوايا طهران في عدم عسكرة برنامجها النووي، إضافة إلى تقديم إشارات تطمينية حول خفض دورها في النزاعات الإقليمية.
لكن بالنسبة لطهران، فإن هذه الضغوط تمثل محاولة لتحويل أي مفاوضات إلى صفقة أحادية الجانب، تُلزم إيران بتقديم تنازلات كبيرة مقابل مكاسب محدودة من الجانب الأميركي.
من جانبه، شدّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن إيران لن تدخل في أي مفاوضات تحت الإملاءات أو التهديدات الأميركية، مشيرًا إلى أن أي محادثات مستقبلية يجب أن تقوم على مبدأ المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل.
وقال بزشكيان: “إيران لا يمكن أن تتفاوض في ظل التهديدات العسكرية أو الضغوط السياسية، لأن ذلك يقوض مصداقية أي عملية تفاوضية”.
وبحسب صدقيان، فإن هذا الموقف الإيراني ينسجم مع تصريحات سابقة للرئيس الإيراني، الذي سبق أن وصف لقاء ترامب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ”المقزز”، في إشارة إلى عدم ثقة طهران في سياسات الرئيس الأميركي.
ويشير هذا التوتر المستمر بين الجانبين إلى أن أي مفاوضات مستقبلية ستكون مرهونة بتقديم واشنطن لضمانات حقيقية، تشمل رفع العقوبات والاعتراف بحق إيران في امتلاك برنامج نووي سلمي.
ومع ذلك، تبقى الوساطات الخليجية بارقة أمل في تيسير الحوار بين الطرفين، في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي.
وفي حال استمرت واشنطن في نهجها التصعيدي، ورفضت إيران التفاوض وفق الشروط المفروضة، فمن المرجح أن يظل التوتر قائمًا بين الطرفين، مما ينعكس على مستقبل الاستقرار في المنطقة. وعلى العكس، فإن أي انفراجة في هذا الملف قد تحمل تحولات كبيرة على مستوى العلاقات الثنائية، وربما تؤثر على المشهد الإقليمي برمته.