الاسطورة الشرقية من جلجامش إلى نصر الله .. أبطال لا تموت

الاسطورة الشرقية من جلجامش إلى نصر الله .. أبطال لا تموت بقلم رئيس التحرير infinity24.news وفاء فواز

في الأساطير، لطالما تمتع الابطال بقدرات خارقة، يعجز العامة على امتلاكها وتجعلهم قادرين على مواجهة التحديات العظمى.
اعتاد البشر على إضافة صفات الهية لهؤلاء الابطال، عبر تناقل رواياتهم من جيل إلى آخر، فما كان يفعله شعراء البلاط بالأمس ،يقوم به اهل الإعلام اليوم من خلال إضافاتٍ تحول البطل إلى اسطورة ….فجلجامش بالأمس حارب خمبايا الوحش الضخم وقتله بعد معركة شرسة ودخل غابة الأرز ،كذلك فعل بطلنا في العام ٢٠٠٠ عندما هزم إسرائيل، التي كانت ولا تزال خمبايا القرن العشرون، ودحرها بعد ثماني عشرة عامٍ من الاحتلال… هذه البطولة واستثمارها في السياسة والاعلام، حوّلت
السيد نصر الله من قائد مقاومة محلية في بلد صغير إلى قائد قومي اعاد كرامة اكثر من مليار عربي ومسلم حول العالم وهزم الوحش الذي لا يُقهر ….

بعد هذا الإنجاز الكبير ،دخل الحزب مرة جديدة في حرب مع الكيان وتكبد لبنان خسائر كبرى في الأرواح والاملاك ، الا ان الاسطورة عادت للتدخل من جديد وأضافت لمسات الهية على تلك المعركة الباسلة. فقد تناقلت الروايات تدخّل الأئمة والرسل في تلك المعركة ووْسمت نهايتها بالنصر الإلهي وامتلأت الساحات بيافطات هذا النصر، بالإضافة إلى قنوات التلفزة والصحف انذاك ،فلم تترك اي مجال للتفكير بميزان الربح والخسارة.. الا انه وبعد دخول الحزب في الصراعات الإقليمية من جهة ودعم النظام السوري من جهة أخرى والانقسام الداخلي حول أدائه في السياسة المحلية، أفقد ذلك البطل جزءا كبيرا من شعبيته العربية وأعاده إلى حدوده المحلية ،عدا في بعض المناطق والعواصم .وفي ٢٧ ايلول الماضي ،قامت الطائرات الإسرائيلية برمي اطنان من المتفجرات على مقر الامين العام وأدت الى استشهاده هو ومن كان معه، لكن ذلك شكل صدمة على قلوب محبيه .فنحن الشرقيون أبطالنا لا تموت..اما الأحد الفائت، وبعد ما يناهز الخمسة اشهرٍ، شيعه الآلاف من محبيه ومواليه ، نزلوا إلى الساحات رغم البرد والمطر والانكسار، منهم من حمل صورة فقيد عزيز ومنهم من حمل في الذاكرة صور منزل مهدم، الا ان وجعهم الأكبر على من صنع لهم المجد ومن اعتاد مخاطبتهم بأشرف الناس.

فقد نختلف على الأرقام بين مائة الف او مليون ،الا ان السيد سيبقى في اذهان محبيه واولادهم واحفادهم ،اسطورة لا يقهرها الموت وسيصبح مدفنه مزارا شبيهاً بالقديسين والأبرار لمدى عقودٍ قادمة ..لقد رحل السيد فدعوه يرقد بسلام

خاص infinty