الصايغ: موقع حزب الله يمنعه من فرض شروطه أو إصدار املاءات على الرئاسات اللبنانية
الصايغ: موقع حزب الله يمنعه من فرض شروطه أو إصدار املاءات على الرئاسات اللبنانية
علّق عضو كتلة الكتائب الدكتور سليم الصايغ عبر “الحدث” على كلام المبعوثة الاميركية بشأن حزب الله، قائلا: “علينا ان نضع الامور في نطاقها الصحيح فهناك ترتيبات امنية بضمانة اميركية اتفق عليها حزب الله بواسطة الرئيس نبيه بري مع الاميركيين الذين كانوا وسطاء مع الاسرائيليين”، لافتا الى ان المرجعية القانونية والسياسية والامنية والعسكرية في لبنان هي اللجنة الخماسية التي من شأنها الاشراف على سحب سلاح حزب الله، وتجريده بالكامل من سلاحه ومن وبنيته العسكرية على كامل الاراضي اللبنانية بدءا من جنوب لبنان، بالتالي حزب الله هو الذي اعترف بالإشراف الاميركي على هذه العملية، وعلى هذا الاساس تم وقف اطلاق النار في لبنان، فكيف بنا اليوم نشتكي ونقول ان هناك تدخلا اميركيا وهم من ترجوا الاميركيين وطلبوا منهم الضغط على اسرائيل لوقف اطلاق النار؟!
وأكد الدكتور الصايغ أن ليس لدينا قناعة بأن حزب الله أخذ القرار النهائي لتحويل بنيته التي قام عليها إلى بنية سياسية مدنية.
وعمّا إذا كان يُنتظر من حزب الله أي تغيير في النهج بعد اللجهة الحادة من واشنطن قال الصايغ في مداخلة عبر الحدث: “هناك كلام وسردية عند حزب الله أنه يعود لبناء كل قواه العسكرية وهو استعاد حيويته بينما الواقع على الأرض في جنوب لبنان يقول عكس ذلك، إذ إن هناك عملًا كبيرًا للجيش اللبناني واليونيفل لتجريد حزب الله من أي سلاح وقد تم الدخول الى مئات المخابئ والمستودعات الخاصة بحزب الله لكن هناك عمل جدي لتهريب السلاح الى الداخل ولاسيما الى شمال الليطاني”.
وأوضح أن ليس لدينا قناعة أن حزب الله أخذ القرار النهائي لتحويل بنيته التي قام عليها إلى بنية سياسية مدنية تعمل في السياسة ككل القوى والأحزاب، إذ إنه يسعى إلى المحافظة على وضعه كميليشيا وكقوة عسكرية وهذا أمر مرفوض، مشيرًا إلى أن الجو الدولي كما عبّرت عنه المبعوثة الأميركية هو تمامًا هكذا، إنه مع العمل على الأرض لنزع السلاح هناك محاولة للالتفاف على الاتفاق الذي حصل بضمانة أميركية وفرنسية.
وردا على سؤال قال:”موقع حزب الله يمنعه من فرض شروطه أو إصدار املاءات على الرئاسات اللبنانية، وأكثر ما يمكن أن يجنيها هو عرقلة انطلاقة العهد، ونحن وقفنا بوجه الحزب يوم كان في أوج قوته فكيف اليوم خصوصا ان هذه الحالة تتعم على كامل لبنان”.
واضاف: “ان اراد نواف سلام تشكيل حكومة من التكنوقراط يعني ذلك استبعاد لطيف لحزب الله من الحكومة”.
وشدد الصايغ على أننا وصلنا إلى ساعة الحسم وعلى هذه الحكومة أن تخرج إلى العلن وليتحمّل الجميع المسؤولية وهنا مسؤولية كبيرة على الرئيس بري الذي يتمتع بمقبولية دولية معينة وله تأثير كبير على حزب الله، فعليه أن يأخذ بيده زمام الأمور وأن يعرف أنه لن يحلّ أحد هذه العقدة إن لم يتحرّك الشيعة أنفسهم ليقولوا ما يجب أن يفعلوا، فلا يستطيعون بعد اليوم أن يتحمّلوا تبعات ما قد يحصل في لبنان وأنا لا اتكلم عن حرب فالأسوأ منها هو البقاء في الحالة الحاضرة من حالة الفقر وانقطاع الخدمات الأساسية والتدمير الشامل لقرى الشريط الحدودي وعدم عودة الأهالي إلى أراضيهم”، مردفًا: “كل هذه الأمور هي مسؤولية لبنانية جمعاء لكن يتحمل العبء الأكبر منها الشيعة”.
وأشار ردًا على سؤال إلى أن حزب الله تنصل من مسؤوليته بلسان أمينه العام من الدراجات النارية معتبرًا أنها حركة عفوية من قبل الناس وقال: “نحن لم نقبض هذا الكلام على محمل الجد، لكن النية التي أعلنها هي عدم التصعيد وعدم تبني لغة الشارع لأن الشارع سيقابله شارع، إذ إن الأرض ليست صحراء خالية، فالناس ترفض بقوة استباحة لبنان فهم استباحوا جنوب لبنان وجلبوا الدمار على لبنان، ولن نسمح بإشاعة الفوضى في لبنان وبالنتيجة إمكانية ضغط حزب الله على الداخل اللبناني ضعيفة للغاية وعلى اللبنانيين أن يقتنعوا ،وكثر من النواب والسياسيين أن يقتنعوا أن عهد ترهيب اللبنانيين والقوى السياسية بسلاح حزب الله انتهى”.
ولفت إلى أن المطلوب اليوم من الرئيس نواف سلام بعد تغليب حكمته أن يغلب قراره ويأتي بتشكيلة ترضي ضميره ورئيس الجمهورية وتكون مقبولة من دون أن تكون بتفاصيلها عرضة للنقد من هذا الفريق أو ذاك.
وأكد ان الحكومة يجب أن تحصل الحكومة على ثقة مجلس النواب ومن مصلحة الشيعة السياسية دعم حكومة ستؤمّن لهم الإصلاحات والعمران فالإصلاحات هي لصالح كل لبنان وليس لفريق واحد وعلى حزب الله وهذه المسألة الأساسية أن يعرف انه كي يتم عقد الشراكة الحقيقية بينه وبين كل اللبنانيين لا سيما بعد الانتخابات النيابية القادمة أن يغيّر من ادائه ويعمد الى النقد الذاتي وعقد مصارحة ومصالحة مع بقية اللبنانيين.