منوعات

مهرجان سندانس ينطلق وسط تأثر القطاع السينمائي بحرائق لوس أنجلوس المدمرة

مهرجان سندانس ينطلق وسط تأثر القطاع السينمائي بحرائق لوس أنجلوس المدمرة

انطلق مهرجان سندانس السينمائي الأميركي المستقل يوم الخميس في وسط ولاية يوتا، وذلك وسط حرائق لوس أنجلوس المدمّرة التي أثّرت على عدد من الأسماء الهوليوودية.

تبعد بارك سيتي وسولت ليك سيتي حيث سيتم حتى الثاني من شباط عرض 88 فيلما تمثل 33 دولة وإقليما، أكثر من ألف كيلومتر عن المدينة الكبرى في كاليفورنيا.

لكنّ الحرائق التي تدمّر لوس أنجلوس منذ 7 كانون الثاني حاضرة في أذهان الجميع وقلوبهم. وقد تأثّر بها بشكل مباشر عدد من الفاعلين في القطاع السينمائي الذين سيحضرون المهرجان، وقد تم احيانا التطرق بشكل غير مباشر إلى هذه الكارثة في أفلامهم.

وحرص المنظّمون قبل اتخاذ قرارهم بالمضيّ في إقامة هذا الحدث السينمائي على استمزاج رأي عدد كبير من المخرجين، وبينهم من “خسروا منازلهم أو نزحوا”، على ما أفاد مدير المهرجان يوجين هيرنانديز.

وأشار في حديث لوكالة فرانس برس إلى أنه سمع  “قصصا مروعة” عن عدد من هؤلاء “خرجوا من منازلهم (…) وهم يحملون أقراصهم الصلبة تحت أذرعهم” لحماية أفلامهم من النيران.

وقد صُوّر فيلم يتناول قصة مجموعة من الزومبي نجت من نهاية العالم، في منازل صنّاع العمل التي دمّرتها حاليا الحرائق.

– “خسرنا كل شيء” –
تقول المخرجة الهندية والأميركية ميرا مينون لوكالة فرانس برس: “لقد صوّرنا الفيلم وبعد أيام قليلة (…) خسرنا منازلنا”.

رأت وزوجها الكاتب المشارك بيتهما يتحوّل إلى رماد، تماما كمنزلي المنتج والمسؤول عن المونتاج.

وتقول المخرجة دامعة “لقد خسرنا نحن الأربعة كل شيء(…) ألتادينا كانت بالفعل مساكن أحلامنا”.

وكان القائمون على “ساندانس” قد أعلنوا قبل شهر عن برنامج متنوع، يتنافس فيه نجوم من هوليوود مع مخرجين شباب واعدين ليسوا جميعهم أميركيين.

وسلطت ليلة الافتتاح الضوء على فيلم “جيمبا” Jimpa للأسترالية صوفي هايد.

يتناول هذا العمل قصة أم تؤدي دورها النجمة البريطانية أوليفيا كولمان، تأخذ ابنها (يؤدي شخصيته أود مايسن هايد، نجل المخرجة) غير ثنائي الهوية الجنسية إلى أمستردام لرؤية جدّها الذي يؤدي دوره جون ليثغو.

ووصفت مجلة “فانيتي فير” الفيلم بأنه “ذكي ومؤثر”. وقد عُرض للمرة الاولى تزامنا مع إعلان الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب أنّ الولايات المتحدة لن تعترف بعد الآن سوى بـ”جنسين فقط، ذكر وأنثى”.

وقال الممثل جون ليثغو “من المهم جدا” افتتاح مهرجان سندانس بفيلم يشجع على التسامح “في هذه المرحلة بالذات (…) التي تملأ فيها الكراهية الأجواء”.

– “الصمود” –
في فيلم “ريبيلدينغ” Rebuilding (أي “إعادة البناء”) للأميركي ماكس ووكر سيلفرمان، يؤدي البريطاني جوش أوكونور دور مالك مزرعة يفقد كل شيء بفعل حريق مدمّر.

وقد وصفته مديرة البرمجة كيم يوتاني بأنه “فيلم مذهل”، يشكّل نموذجا عن “روح القدرة على الاستمرار”

وفي فئة الدراما، سيشهد فيلم “ذي ثينغ ويذ فيذرس” The Thing With Feathers عرضا عالميا هو الاول له. وهذا العمل البريطاني الذي يجسّد فيه بنديكت كامبرباتش الدور الرئيسي، مبني على رواية تجريبية للكاتب ماكس بورتر عن رجل محزون لوفاة زوجته، يعيش مع ولديه الصغيرين.

ومن بين النجوم الآخرين المنتظَرين في سندانس أيضا، المغنية والممثلة الأميركية جنيفر لوبيز التي تواكب لعرض فيلم “كيس أوف ذي سبايدر” Kiss of the Spider Woman للمخرج بيل كوندون، وهو أول شريط تشارك فيه تحتضنه شاشات سندانس. وهذا العمل مقتبس من مسرحية غنائية عرضت في برودواي، استنادا إلى رواية أرجنتينية.

كذلك، ستواكب الممثلة ليلي غلادستون التي رُشِّحَت لجوائز الأوسكار عن دورها عام 2023 في فيلم “كيلرز أوف ذي فلاور مون” للمخرج مارتن سكورسيزي، عرض فيلم “ذي ويدينغ بانكويت” The Wedding Banquet، وهو صيغة جديدة للفيلم الكوميدي الرومانسي الذي حمل العنوان نفسه عام 1993 للمخرج آنغ لي.

ويشكل مغني الراب إيساب روكي A$AP Rocky ومقدّم البرامج التلفزيونية كونان أوبراين ثنائيا يتسم بالتنوع في فيلم “إف آي هاف ليغز، آيد كيك يو” If I Have Legs, I’d Kick You الغامض.

وستكون الممثلة آيو إيديبيري التي برزت في مسلسل “ذي بير” The Bear موجودة بمناسبة عرض فيلم “أوبوس” Opus التشويقي من إخراج جون مالكوفيتش، وتتناول قصته كاتبا شابا يحقق في اختفاء أحد نجوم البوب.

– رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة –
وللسياسة أيضا حضور بارز في سندانس، من خلال الأفلام الوثائقية التي يتضمنها برنامجه.

ويُتوقع أن تكون رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة جاسيندا أرديرن حاضرة لمواكبة عرض “برايم مينيستر” الذي يتناول كواليس مرحلة وجودها في السلطة.

وسيُعرض في ساندانس أيضا فيلم المخرجة الفلسطينية الأميركية شيرين دعيبس “اللي باقي منك” (العنوان الإنكليزي All That’s Left of You)، عن واقع سكان القطاع، بالإضافة إلى فيلم “التعايش، مؤخرتي!” Coexistence, My Ass عن الناشطة الإسرائيلية نوعم شوستر إلياسي، التي أصبحت فكاهية تنتقد الهجوم العسكري المدمّر الذي شنته بلادها على الأراضي الفلسطينية.

وقالت نوعم ممازحة لوكالة فرانس برس “كناشطة، بالكاد تمكّنت من التأثير بـ20 شخصا، لكن مع مقطع فيديو يسخر من الديكتاتوريين انتشر على نطاق واسع، أثّرت بعشرين مليونا”، مشيرة إلى أنها “متوترة” بشأن ردود الفعل المرتقبة للفيلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce