مقالات

“سامي كليب: رحيل الأسد وتداعياته على المنطقة: بين الفرح الشعبي والتحولات الجيوسياسية الكبرى”

“سامي كليب: رحيل الأسد وتداعياته على المنطقة: بين الفرح الشعبي والتحولات الجيوسياسية الكبرى”

‏مشهد فرح الناس العارم ، ومشهد اقبية التعذيب المرعبة ، ومشهد سرعة نزع الضباط والجنود السوريين ثيابهم والعسكرية، أمور تؤكد كره معظم الناس للنظام السوري الذي سقط والحاجة الى تغييره… من حق كل الذين عانوا منه ان يفرحوا …وذلك فيما القلة من أنصاره يقولون إن سورية لو قبلت بالتنازل عن الجولان وبحيرة طبريا منذ عهد حافظ الاسد وطبعت العلاقات مع إسرائيل لكانت شريكة كبرى للغرب وتعيش رفاهية .
لكن برحيل الاسد بهذا الشكل المذل تحت جنح الظلام ، يتأكد خطأ كل حساباته وحسابات المحور معه ، وتستعيد إسرائيل نشوة انتصار 1967 بعد ضرب حماس وحزب الله وسورية ثم الانتقال لاحقا إلى ايران بعد العراق، فهي كما الرئيس اردوغان الذي يحقق حلمه بانبعاث مجد العثمانية بنجاح وذكاء كبيرين، سيستندان إلى الدعم الكبير من ترامب لاستكمال رسم خريطة المنطقة … وسيكون لبنان والعراق في عين المجهر لاستكمال إطباق الفخ الداخلي على حرب الله ، ويستعد الفتن والصراعات ان لم يعزز الجيش والقوى الامنية قدراتهما ويفرضان الامن بيد من حديد . وقد يتم استسهال تهجير اهل الضفة إلى الأردن في مشروع إسرائيل الكبرى المستمر بنجاح كبير .
لا سبيل لتعديل الصورة إلا باستنهاض مشروع عربي حقيقي عادل وديمقراطي ومدني لم يتحقق يوما ، بل قتلته الشعارات والعنتريات والانتصارات الوهمية ، ولا بد من موازنة التحالفات الغربية والشرقية كما فعلت السعودية ومصر والإمارات والجزائر وغيرها … ان خطر انتقال سورية الى ما يشبه المشهد الليبي ممكن ما لم تتوحد المعارضة وتنسج عمقها العربي مع الحفاظ على روابط جيدة مع تركيا ، وتطرح مشروعا جامعا ينبذ الأحقاد ويجمع كل السوريين ويقفز فوق الطوائف والمذاهب وهو ما رفض الاسد القبول به قبل الرحيل ، حيث كان وهم الانتصار وفائض القوة والتعنت يدفعانه للاعتقاد بانه استعاد زمام الأمور وان الجميع سيعود اليه وتعامل باحتقار مع كل المعارضين بلا تفرقة بين من هو وطني ومن يرتمي في احضان الاعداء .
ان لم يقم مشروع عربي عادل وديمقراطي ومدني جامع، فسينتعش مكانه مشروع استعماري من جهة، وإسلامي متشدد من جهة ثانية يعودان للإطاحة بانظمة عربية اخرى، وسنشهد تقسيما بالدم لسورية …
الإنقاذ ممكن قبل ان يتاخر الوقت. اما المشروع الايراني في المنطقة فمستمر بالتحلل، ولا شك ان هشاشة الموقف الروسي حاليا وحرص الصين على الموازنة الدقيقة بين الغرب وإسرائيل يدفعان المنطقة دفعا إلى العصر الاميركي بلا منازع.
هل كل ذلك حصل فجأة وبسبب خطا حسابات 7 اكتوبر ؟
للحديث بقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce