في إطلالة نادرة.. الجولاني يكشف ماذا يحصل في سوريا وما هي أهدافه
في إطلالة نادرة.. الجولاني يكشف ماذا يحصل في سوريا وما هي أهدافه
قال زعيم تحالف فصائل المعارضة السورية، أبو محمد الجولاني إن الهدف من التحركات الأخيرة في سوريا وانتزاع مدينة رئيسية تلو الأخرى من قبضة نظام
بشار الأسد، هو في نهاية المطاف الإطاحة بالرئيس الاستبدادي.
وفي مقابلة حصرية مع شبكة CNN، لم يترك الجولاني مجالاً للشك في أن طموحات هيئة تحرير الشام لا تقل عن وضع حد للنظام السوري، وفي أول مقابلة إعلامية له منذ سنوات، في مكان غير معلوم في سوريا، تحدث عن خطط لتشكيل حكومة قائمة على المؤسسات و”مجلس يختاره الشعب”.
وقال الجولاني: “عندما نتحدث عن الأهداف، يبقى هدف الثورة هو إسقاط هذا النظام.. من حقنا أن نستخدم كل الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف.. لقد كانت بذور هزيمة النظام موجودة دائماً في داخله… حاول الإيرانيون إحياء النظام، وشراء الوقت له، وبعد ذلك حاول الروس أيضاً دعمه، لكن الحقيقة تبقى: هذا النظام مات”.
بالنسبة لشخص كان يعمل في الظل ذات يوم، كان الجولاني يتمتع بالثقة وحاول إظهار الحداثة في اجتماعه مع شبكة CNN، والذي تم في وضح النهار وبقليل من الأمن، وبينما كانت شبكة CNN تجري مقابلة مع الجولاني، ظهرت أنباء تفيد بأن القوات الخاضعة لقيادته استولت على مدينة حماة.
وداخل الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون في سوريا، من الواضح أنه يعمل بشكل أقل كرجل مطلوب وأكثر كسياسي، وبعد سيطرة القوات الموالية له على حلب، ظهر علناً في القلعة التاريخية بالمدينة.
ويقول الجولاني إنه مر بفترات من التحول على مر السنين: “الشخص في العشرينات من عمره ستكون له شخصية مختلفة عن شخص في الثلاثينيات أو الأربعينيات من عمره، وبالتأكيد شخص في الخمسينيات من عمره.. هذه هي الطبيعة البشرية”.
ومع توسع التقدم العسكري لتحالف المتمردين في الأراضي والسكان الخاضعين لسيطرتهم، أصر الجولاني على أنه ليس لدى المدنيين ما يخشونه في إدارة المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في سوريا، وأضاف أن “الأشخاص الذين يخشون الحكم الإسلامي إما أنهم رأوا تطبيقات غير صحيحة له أو لم يفهموه بشكل صحيح”، وتصور أنه إذا نجحت قوى المعارضة في الإطاحة بنظام الأسد، فسيتحول إلى “دولة حكم ومؤسسات وما إلى ذلك”.
وقالت المجموعة إنها تعمل على طمأنة المدنيين والجماعات التي عانت من الاضطهاد على أيدي الجماعات المتطرفة والجهادية في الحرب الأهلية المستمرة منذ عقد من الزمن في
سوريا، وقالت أيضًا إنها بذلت قصارى جهدها لتخبر المسيحيين والأقليات الدينية والعرقية الأخرى علنًا أنهم سيعيشون بأمان تحت حكمها.
وقال الجولاني عندما سئل عن المخاوف على سلامتهم: “كانت هناك بعض الانتهاكات ضدهم “الأقليات” من قبل أفراد معينين خلال فترات الفوضى، لكننا عالجنا هذه القضايا.. لا يحق لأحد أن يمحو مجموعة أخرى”، وقال إن هذه الطوائف تتعايش في هذه المنطقة منذ مئات السنين، ولا يحق لأحد القضاء عليها.
مع ذلك، أثارت جماعات حقوق الإنسان والمراقبون المحليون ناقوس الخطر بشأن معاملة هيئة تحرير الشام في الآونة الأخيرة للمعارضين السياسيين في إدلب، زاعمين أن الهيئة شنت حملات قمع قاسية على الاحتجاجات وقامت بتعذيب وإساءة معاملة المنشقين، وقال الجولاني لشبكة CNN إن حوادث الانتهاكات في السجون “لم تتم بأوامرنا أو توجيهاتنا”، وقد قامت هيئة تحرير الشام بالفعل بمحاسبة المتورطين فيها.
كما عارض الجولاني تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية، واصفاً إياها بأنها “سياسية في المقام الأول، وفي الوقت نفسه، غير دقيقة”، معتبراً أن بعض الممارسات الإسلامية المتطرفة “خلقت انقساماً” بين هيئة تحرير الشام والجماعات الجهادية، وادعى أنه يعارض بعض الأساليب الأكثر وحشية التي تستخدمها الجماعات الجهادية الأخرى والتي أدت إلى قطع علاقاته معهم، كما ادعى أنه لم يشارك شخصياً قط في الهجمات على المدنيين.
وأعرب الجولاني عن رغبته في خروج القوات الأجنبية من سوريا، وتوجد حاليًا قوات من الولايات المتحدة وتركيا وروسيا وإيران بالإضافة إلى وكلاء إيرانيين في البلاد، وأضاف: “أعتقد أنه بمجرد سقوط هذا النظام، سيتم حل المشكلة، ولن تكون هناك حاجة لبقاء أي قوات أجنبية في سوريا”.
وأضاف: “سوريا تستحق نظام حكم مؤسسي، وليس نظاماً يتخذ فيه حاكم واحد قرارات تعسفية”، فلقد ظلت أسرة الأسد في السلطة لمدة 53 عاما، منذ عام 1971، ومن أجل الحفاظ على حكمها الذي دام عقودا من الزمن، قتل النظام مئات الآلاف من الأشخاص، وسجن المنشقين، وقام بتشريد الملايين بوحشية في الداخل والخارج.
وتابع الجولاني: “نحن نتحدث عن مشروع أكبر – نتحدث عن بناء سوريا.. هيئة تحرير الشام مجرد جزء من هذا الحوار، وقد تتفكك في أي وقت، إنها ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لأداء مهمة: مواجهة هذا النظام”. (سي ان ان)