بري بين جعجع وفرنجيّة… وجوزيف عون بين نعم ولا
بري بين جعجع وفرنجيّة… وجوزيف عون بين نعم ولا
انتقل الحراك الرئاسي من الإعلام الى الكواليس، وقد ألقت تطوّرات الحرب ثقلها عليه، بين تراجع حظوظ مرشّحين وتقدّم حظوظ آخرين.
من المؤكّد أنّ رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة كان في طليعة المتضرّرين، رئاسيّاً، من الحرب. كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري واضحاً معه في لقائهما الأخير، الأمر الذي أغضب فرنجيّة الذي قال كلاماً، من على منبر عين التينة، أزعج ساكن المقرّ الذي يتعامل بواقعيّة مع التطوّرات.
يدرك بري أنّ الملتصقين بحزب الله باتوا بعيدين عن قصر بعبدا. ولكنّه، في المقابل، لا يزال يستبعد خيار قائد الجيش العماد جوزيف عون، لأكثر من سبب عسكري وسياسي ودستوري.
لكنّ بري يفصل ملفّ التمديد لقائد الجيش عن الملفّ الرئاسي، وهي فكرة يسوّقها نائبه الياس بو صعب الذي يعارض التمديد والترئيس، ولكنّه لن يشارك في محاولة تعطيل النصاب، وقد يوافق على “سلّة” تمديد أكثر شموليّة ولا تكون محصورة بإسم جوزيف عون.
من هنا، يبدو خيار التمديد يبدو أمراً واقعاً لن تقف في وجهه إلا كتلتَي “الوفاء للمقاومة” و”لبنان القوي”، لكن دائرة المستفيدين منه ستكون واسعة. أمّا الرئاسة فلها حسابات أخرى، وقراءة مختلفة.
وتشير المعلومات الى أنّ بري يطرح عبارة “المرشّح التوافقي” كمدخل للبحث في الأسماء، وهو يحبّذ انتخاب رئيس يملك تجربةً سياسية من داخل النظام ويدرك التوازنات ويجيد التعامل معها. وهو يفضّل أن ينال المرشّح “بركةً” من فرنجيّة الذي يسعى بري لتحويله من مرشّحٍ الى ممرٍّ رئاسيّ، وأخرى مسيحيّة سيكون رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع أفضل من يؤمّنها، بما أنّه الكتلة النيابيّة المسيحيّة الأكبر، مع رعاية من بكركي. وتجدر الإشارة هنا الى وجود قناة تواصلٍ بين عين التينة ومعراب يشكّل نائب رئيس مجلس النوّاب السابق ايلي الفرزلي أحد أبرز عناصرها.
أمّا حزب الله، فمن المؤكّد أنّ سقف طموحه الرئاسي انخفض، لكنّه سيرفض، حتماً، المساومة حول بعض الأسماء، وفي طليعتها قائد الجيش، اللهم إلا إذا كانت العاصفة الغربيّة على لبنان أقوى من أن يقف في وجهها أحدٌ.
وعلم موقع mtv أنّ سفراء اللجنة الخماسيّة ينشطون، “بالمفرّق”، على الخطّ الرئاسي، وهم يعقدون لقاءات مع نوّابٍ ورؤساء أحزاب، غالبيّتها من دون إعلام، ولا يتردّد بعضهم في طرح أسماء مرشّحين، حتى في بعض اللقاءات الاجتماعيّة كما فعلت شخصيّةٌ دبلوماسيّة حلّت ضيفةً، منذ أيّام، على مائدة وزيرة سابقة. كما أنّ مائدة السفير الفرنسي في قصر الصنوبر شهدت وستشهد هذا الأسبوع أكثر من لقاء ستكون الرئاسة الشاغرة طبقاً رئيساً فيها.
لن يكون للبنان رئيسٌ هذا العام. ولن يُنتخب الرئيس إلا كجزءٍ من اتفاقٍ سياسيٍّ كبير يلي قرار وقف إطلاق النار. وإذا كنّا اعتدنا على أن يكون القرار الرئاسي مشتركاً بين دولٍ معنيّة بلبنان وبين الكتل النيابيّة الأساسيّة، فإنّ الاستحقاق المقبل سيشهد مشاركة بنيامين نتنياهو أيضاً في القرار. هو لن يسمّي، بالتأكيد، ولكنّ كيفيّة انتهاء الحرب ستؤثّر، الى حدٍّ بعيد، على تحديد هويّة الرئيس.
داني حداد – موقع mtv