“الاقتصاد والحريات والمشاركة السياسية”، ثلاثية تتصدر الحديث عن أسباب الاحتجاجات في إيران. وإذا ما وضعنا الاحتجاجات الأخيرة جانبا، فمعظم المظاهرات الأخرى التي شهدتها طهران خلال العقد الأخير كانت خلفيتها اقتصادية.

يقول رئيس اتحاد المكسرات والفواكه المجففة في إيران علي رضا أرزاني ممقاني إن شراء المكسرات بمناسبة ليلة يلدا -تعد من أهم المناسبات الإيرانية- انخفض بنسبة 50% مقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل 5 سنوات.

ومن المهم لدى الإيرانيين الالتزام بالتقاليد الخاصة بهذه الليلة، والتي تتمثل في اجتماع الأسرة على وجبة عشاء تتكون من الدجاج مع الأرز بالزعفران، مع تقديم الحلويات والمكسرات والفواكه، لكن بسبب الغلاء والفقر بات ذلك صعبا لفئة واسعة من المجتمع.

ثلث الإيرانيين فقراء

يحذر مختصون من اضمحلال الطبقة المتوسطة في إيران، في وقت يشير فيه تقرير لوزارة العمل والرفاه الاجتماعي في إيران -نشر في يناير/كانون الثاني 2023- إلى أن خط الفقر ارتفع بنسبة 50% في عام 2021 مقارنة مع عام 2020، وهذا يظهر انخفاض القدرة الشرائية لدى المواطن الإيراني.

ويرجع المحلل الاقتصادي بيمان مولوي هذا الأمر إلى ارتفاع مستويات التضخم في البلاد، الذي يوسع -برأيه- من حجم الطبقة الفقيرة لتلتهم  بذلك الطبقة المتوسطة. وتشهد إيران تضخما سنويا يتجاوز 30% للعام الرابع على التوالي.

ويرى مولوي، في حديثه للجزيرة نت، أنه يمكن وضع حد للتضخم، لكن إيران لم تنتهج سياسة نقدية لهذا الغرض، إضافة إلى انخفاض سعر العملة الوطنية، على حد قوله، ويضيف أن التضخم يضر بالطبقتين المتوسطة والفقيرة.

Share.
Exit mobile version