اكتشف الأطباء الكنديون والأمريكيون أدلة على وجود علاقة بين تركيز جزيئات الهباء الجوي الدقيقة في الهواء واحتمال إصابة الطفل بالشلل الدماغي.

وتشير مجلة JAMA Network Open إلى أن الباحثين تابعوا تطور 1.5 مليون طفل داخل الرحم ولدوا في كندا بشكل طبيعي. واتضح لهم أن احتمال الإصابة بالشلل الدماغي يزداد بشكل ملحوظ عند ارتفاع تركيز جزيئات الهباء الجوي الصغيرة في الهواء، في حين وجود كميات كبيرة من جزيئات أكسيد النيتروجين أو الأوزون لم يكن له تأثير كبير على هذا الخطر.

وكانت هذه الدراسة التي أشرفت عليها الدكتورة كارمن ميسيرليان الأستاذة المشاركة في جامعة هارفرد الأمريكية، من ضمن مشروع كبير يهدف إلى تحديد تأثير الأشكال المختلفة لتلوث الهواء على احتمال تطور الشلل الدماغي داخل الرحم.

وشملت الدراسة أكثر من 1.5 مليون امرأة حامل. واتضح فيما بعد أن حوالي 3 آلاف من الأولاد والبنات ولدوا بأشكال مختلفة من الشلل الدماغي، ما سمح للعلماء بمراقبة تأثير أشكال مختلفة من تلوث الهواء على احتمال حدوث مثل هذه الاضطرابات في النمو.

وأظهرت الحسابات التي أجراها الباحثون أن احتمال الإصابة بالشلل الدماغي يزيد بنسبة 12 بالمئة لكل زيادة في تركيز جزيئات الهباء الجوي الدقيقة بمقدار 2.7 ميكروغرام لكل متر مكعب، وهو ما يعادل حوالي نصف الحد الأقصى المسموح به لتركيز هذه الجزيئات وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية. وكان هذا الاتجاه أكثر وضوحا بين الأولاد (14 بالمئة) منه بين البنات (8 بالمئة)، وتغير احتمال الإصابة بالشلل الدماغي بطريقة مماثلة مع التعرض للهباء الجوي على الجنين، في المرحلتين الأولى والأخيرة من نموه.

أما الملوثات الأخرى بما فيها ثاني أكسيد النيتروجين والأوزون، فلم يكن لها أي تأثير واضح على احتمال تطور الشلل الدماغي قبل الولادة لدى الأطفال من كلا الجنسين.

ويعتقد الباحثون أن هذه الاختلافات ترجع إلى أن جزيئات الهباء الجوي التي تخترق دماغ الجنين الذي ينمو تسبب التهابا مزمنا، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لملوثات الهواء الأخرى. لذلك يجب على الأطباء أن يأخذوا هذا الأمر بالاعتبار عند تقييم المخاطر التي يتعرض لها الجنين في الرحم.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version