مشروع الهروب من الجحيم.. تجربة لتبريد كوكب الأرض برش الملح على السحب

 

 

نفذ باحثون في جامعة واشنطن تجربة لإبطاء تغير المناخ عن طريق رش السحب بملح البحر، إذ تساعد جزيئات الملح على تكوين قطرات ماء صغيرة ولامعة في السحب، تعكس ضوء الشمس بعيدًا عن الأرض، لتفادي تسخين الكوكب.

كانت خدمة مراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، أفادت أن الأشهر الـ 12 الماضية كانت الأكثر دفئا على الإطلاق على أساس سنوي، إذ تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية، متوسط ما قبل الثورة الصناعية بنحو 1.63 درجة مئوية.

وفي كلمة بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، أمس الأربعاء، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب “جحيم مناخي”.

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، نفذ الباحثون في جامعة واشنطن التجربة باستخدام آلة رش المياه المالحة، بعد تثبيتها على سطح إحدى حاملات الطائرات.

وقال خبراء إن الاختبار لا يشكل خطرا صحيا على المجتمع. بينما قال جيرنوت فاغنر، خبير المناخ في كلية كولومبيا، وهو غير مشارك في التجربة، “بصراحة، كانت تجربة غير ضارة”.

في المقابل يجادل بعض علماء البيئة بأن هذه الأفكار يمكن أن تكون لها آثار جانبية خطيرة وغير متوقعة، كما أنها تصرف الانتباه عن خفض انبعاثات الكربون، وهي الطريقة الأكثر ضمانا لتجنب تغير المناخ.

وتركز تجربة استخدام ملح البحر لتبريد الأرض، على جعل ضوء الشمس ينعكس إلى الفضاء، بعيدا عن الأرض، وعلى زيادة قطرات الماء التي تحتويها السحب. ويأمل الباحثون أن يوفر المشروع المزيد من الوقت لخفض انبعاثات الكربون.

وخلص الباحثون إلى أن رش السحب بجزيئات ملح البحر، يوفر للرطوبة الموجودة في الهواء طبقة تمكنها من تكوين قطرات الماء.

ويشير الخبراء إلى أن هذه العملية تحدث بشكل طبيعي، عندما تدفع رياح المحيط زبد البحر عاليا في الهواء، فتتكون كتلة تساهم في تشكيل القطرات في السحب، ولذلك يقولون إن بإمكانهم تعزيز العملية، لخفض درجة الحرارة.

وتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إن هناك فرصة بنحو 80% لتسجيل متوسط حرارة يتجاوز مؤقتا 1.5 درجة مئوية، خلال سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة، وذلك ارتفاعا من فرصة بنحو 66% العام الماضي.

ومع نفاد الوقت المتبقي لعكس المسار، حث جوتيريش على خفض إنتاج واستخدام الوقود الأحفوري عالميا بنحو 30% بحلول عام 2030، قائلا “نحن بحاجة إلى مخرج من الطريق السريع نحو جحيم مناخي”.

Share.
Exit mobile version