المؤتمر الأول حول مرض “التصلب اللوَيحي” في مستشفى سيدة المعونات الجامعي

أقام مستشفى سيدة المعونات الجامعي، بالتعاون مع جامعة الروح القدس – الكسليك، بمناسبة “اليوم العالمي للتصلب اللوَيحي”، المؤتمر الأول حول مرض “التصلب اللوَيحي” برعاية وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الابيض، ومن تنظيم رئيس وحدة العناية بمرضى “التصلب اللوَيحي” البروفيسور عبدالله رحباني وبالتعاون مع البروفيسور أيمن طربا من جامعة  Paris Saclay وبمشاركة كبار الأختصاصيين اللبنانيين.

وقد تمّ افتتاح وحدة العناية بمرض “التصلب اللوَيحي” مع اعتماد أفضل المعايير العالمية، وهذا المركز يعتبر ثاني أهم مركز معتمد في لبنان من قبل وزارة الصحة. وكانت مناسبة لإطلاق الديبلوم الجامعي الأوّل والفريد من نوعه حول هذا المرض، بالتعاون مع جامعة الروح القدس – الكسليك.

حضر المؤتمر ممثل وزير الصحة العامة الدكتور بيارأنوري، النائب السابق الدكتور وليد خوري، قائمقام جبيل السيدة نتالي خوري مرعي، نقيب المستشفيات المهندس سليمان هارون، نقيب أطباء الشمال الدكتور محمد صافي، رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب الدكتور طلال هاشم، رئيس مجلس إدارة مستشفى سيدة المعونات الجامعي وعميد كلية الحقوق في جامعة الروح القدس الكسليك الأب الدكتور وسام الخوري، رئيس الطبابة العسكرية العميد داني بشراوي، مدير عام مستشفى سيدة المعونات الجامعي السيد الياس أبو فاضل، عميد كلية الطب والعلوم الطبية الدكتور بيار إدّه، والمدير الطبي في مستشفى سيدة المعونات الجامعي الدكتور زياد الخوري وحشد من الضباط وعمداء الكليات، ورؤساء البلديات ومدراء وأطباء وطلاب طب، وعائلة المستشفى.

بعد النشيد الوطني، افتُتح المؤتمر بكلمة البروفيسور رحباني الذي قال: “من منطلق الحاجة الملحّة إلى تأمين أفضل عناية لمرضى “التصلب اللوَيحي” انبثقت فكرة إنشاء مركز متخصّص في مستشفى سيدة المعونات الجامعي يعتمد أحدث الطرق العلاجية والتشخيصية المعمول بها عالمياً، وعمد الفريق الطبي والتمريضي خلال الأشهر الماضية إلى تحديث كافة البروتوكولات التشخيصية، واعتماد أعلى المعايير للحفاظ على سلامة المريض وراحته. وبالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمرّ بها جميعاً والنقص الكبير للعديد من الأدوية، وهي إن وُجدت تكون باهظة الثمن في الكثير من الأحوال، إلا أننا نعوّل على جهود معالي وزير الصحة العامة وفريقه المعاون الذي يجهد لتأمين ما تمكن من هذه الأدوية، بالرغم من الصعوبات المالية التي تعاني منها الوزارة كالعديد من وزارات الدولة”.

وأضاف: “كي يكون مشروعنا هذا كاملاً في مختلف نواحيه، فقد أولينا الشق الأكاديمي والتعليمي الحيّز الأكبر من الاهتمام، فها نحن اليوم نؤمّن التدريب السريري للأطباء المقيمين من جامعة الروح القدس والجامعة اللبنانية، ونعلن من هذا المنبر ومن جامعة الروح القدس الكسليك، بدء العمل بالديبلوم الجامعي حول مرض “التصلب اللوَيحي” university diploma in multiple sclerosis and  central nervous system inflammatory disorders  وهو الوحيد والفريد من نوعه في لبنان والشرق الأوسط، ونسعى إلى أن يشكّل هذا الديبلوم نواة للتعاون بين كليات العلوم الطبية من مختلف الجامعات اللبنانية على المستويين الأكاديمي والطلابي في آن معاً”.

ثمّ تحدث البروفيسور طربا فقال: “لما أبدى المسؤولون رغبتهم في إنشاء هذا المركز المختص لمساعدة المرضى أولاً، ما كان لنا إلا الاستجابة لهذا الطلب. وها هي المسيرة بين الإرادة والتنفيذ ترى العقبات تزول واحدة تلو الأخرى”.
وشكر “كل من جعل الحلم يخرج إلى النور” مجددا استعداده الكامل “للمساهمة بكل ما تملي عليه الوسائل الحديثة الموضوعة في خدمة المريض”.
وختم: “إذا نظرنا إلى المستقبل لرأينا فيه إطلالات من الأمل، فها هم الزملاء الأعزاء من الكليات الأخرى ينضمون إلينا لنرسم سوياً خطوات التعاون المستقبلية”.

بدوره، ركز أبو فاضل على أهمية التعاون من أجل فعالية أكبر إذ قال “صحيح أنّ التنافس يشجّع التطوّر والابتكار، ولكن هذا الشيء يكون بكلفة أعلى وتكرار على جميع الأصعدة، ما ينتج عدم فعالية بالنتائج وكلفة أعلى على المريض”.
وتابع: “علينا التعاون ووضع إمكاناتنا وفقاً لنقاط قوة كل مؤسسة، هذا الشيء ينتج عنه قدرة تطوير وابتكار مضاعفة، وتلبية متطلبات مرضانا ومجتمعاتنا للخدمات الصعبة من أجل عناية ورعاية أفضل”.
وشدد على أن فكرة “نظرتنا للمستشفيات الأخرى تعتمد على التكامل لا على التنافس، تعتمد على قدرتنا على العمل سويّاً”.

من جهته، نوّه الأب خوري “بكينونة هذا المستشفى الذي جبلت أساسات بنائه بنوايا وصلوات وتضحيات رهبان قدّيسين، معاندين، مقاتلين في سبيل الإنسان وصحّته وكرامته. هم أصحاب رؤية جليّة وهمّة مثابرة وإيمان راسخ، قد رضوا التضحية بكل شيء، وإذ بهم قد أغنوا مجتمعهم ومحيطهم ومواطنيهم بكنز لا يفنى، هو منارة أمان طبية، صحيّة واستشفائيّة”. وأكمل: “قد يفيد عابر سبيل على طريق رجال الأعمال، أن الاستراتيجيّة الربحيّة هي ضمانة الديمومة والتطوّر لكل مؤسّسة، أيّاً كانت طبيعتها، وهذا لا شكّ صحيح. فهذا منطق الناس ومنطق الأعمال. أما السائر الجاد على طريق الله، فيقول بذلك وبأكثر. فالديمومة بالتسليم لله والاتكال عليه وبالعمل في سبيل الإنسان، كلّ إنسان. فهذا منطق الله ومنطق الكمال”.

وأضاف: “إنّنا مدركون تمام الإدراك سموّ رسالتنا وقداستها، وأن تأمين الخدمة هو قبل كل شيء خدمة، وأنّ الله يعرف ما فعلت وتفعل يميننا من خير في غفلة من شمالنا وأهل دارنا”.

أما الأب هاشم فقال: “إنّنا مسرورون بأن جامعة Paris Saclay والروح القدس تتشاركان الأهداف والرؤية ذاتها، ألا وهي تأمين أفضل معايير الرعاية للمرضى ولعائلتهم وجعل حياة الإنسان أفضل”، لافتاً إلى أنّ “هذه الشراكة هي الاولى من نوعها، حيث تقدّم ديبلوماً جامعياً حول مرض “التصلب اللوَيحي” university diploma in multiple sclerosis and  central nervous system inflammatory disorders  وهو الوحيد والفريد من نوعه في لبنان والشرق الأوسط”.
وتابع: “نثمٌن جهود البروفيسور طربا والبروفيسور رحباني من جامعة الروح القدس – الكسليك، والتسهيلات التي يوفرها مستشفى سيدة المعونات الجامعي لإنجاح هذه الشراكة”.
كما شكر مدير عام المستشفى السيد أبو فاضل وعميد كلية الطب والعلوم الطبية الدكتور بيار إده.

أمّا الدكتور أنهوري فنقل تهنئة وزير الصحة على “العمل الذي أنجز في خدمة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض العصبية وخصوصاً مرض “التصلب اللوَيحي”، ومما جاء في كلمته: “اليوم نحتفل بإنشاء مركز جامعي مرجعي مخصَّص للأمراض العصبية الالتهابية مع التركيز على مرض التصلب المتعدد، بالشراكة مع جامعة Paris Saclay. وتأمل وزارة الصحة في التقدم في أربعة اتجاهات: تحسين التشخيص المبكر، تنظيم رعاية المرضى بناءً على نهج شامل متعدد التخصصات، اختيار الأدوية المتكيفة مع حالة المريض مع الأولوية للأدوية العامة إذا كانت متاحة، وتدريب محترفي الرعاية الصحية مع ديبلوم جامعي لبناني يكون أيضًا بين الجامعات”.

وفي الختام نخب المناسبة قبل استكمال اليوم العلمي.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version