كتب طوني عيسى في” الجمهوربة”: يرجح أن يكون التهديد الإسرائيلي بإعادة احتلال الجنوب مناورة للضغط على المفاوض اللبناني، عبر الوسيط الفرنسي، من أجل تحقيق الهدف الأكثر أهمية فك ارتباط الجنوب بغزة، وإراحة الجبهة الشمالية لإنجاز المهمة الاستراتيجية في القطاع، وربما لاحقاً في الضفة الغربية.
ولكن في المقابل، ثمة من يتحدث عن سيناريو آخر يتخذ طابعاً دراماتيكياً. فإيران قد تجد نفسها أمام مواجهة مصيرية مع إسرائيل لا مجال فيها للقبول بالخسارة. فإضعاف حليف طهران في غزة وخسارته سيؤديان إلى إضعاف حليفها في لبنان وخسارته عاجلاً أو آجلاً. ولذلك، قد تقرّر إيران فتح كل الجبهات معاً على مداها، وبالطريقة التي ردت فيها على الضربة الإسرائيلية لقنصليتها في دمشق أي برشقات الصواريخ والمسيرات في مناطق واسعة داخل العمق الإسرائيلي، وعلى مدى فترات طويلة، ما يؤدي إلى إنهاك منظومة الدفاع الإسرائيلية والحليفة للغرب. إذا حصل ذلك، فالمنطقة ستكون على أبواب حرب شرسة متعدّدة الجبهات والأطراف لأن الأميركيين والأوروبيين والعرب سيدخلون فيها بأشكال مختلفة. وسيكون لبنان ساحة الأشرس المواجهات الإقليمية، فيدفع ثمناً باهظاً. وهذا ما يتجنّب الحزب الانزلاق إليه. ولذلك، هو يفتح الباب للوسطاء وسيعتمد نهج «الصبر الاستراتيجي» حتى إشعار آخر.